jeudi 26 avril 2012

سيناريو:نص


Thelma & Louise Poster
مجلة نزوى

Thelma & Louise (1991)

R 130 min  -  Crime | Drama  -   24 May 1991 (USA)
7.3
Your rating:
    -/10  
Ratings: 7.3/10 from 56,512 users   Metascore: 88/100 
Reviews: 246 user | 90 critic | 12 from Metacritic.com
An Arkansas waitress and a housewife shoot a rapist and take off in a '66 Thunderbird.

Director:

Ridley Scott

Writer:

Callie Khouri




«ثيلما ولويز» فيلم فاز بجائزة أحسن سيناريو عام 1992 . أهمية هذا السيناريو تكمن في تحليله العميق للشخصيتين اللتين يدور حولهما الفيلم. فهما متجذرتان في الواقع ولذلك فكل ما تقومان به رغم بشاعته، واقعيا. إنه يناقش تعرض النساء لأعمال عنف، مما يدفع بهما لأعمال عنف مضادة. رسم الشخصيتين حي إلى أبعد الحدود وتطور كلتيهما تبعا للأحداث كان مدروسا بشكل دقيق. لقد قالت كاتبة السيناريو كالي خوري، «كنت أعيش مع هاتين الشخصيتين وأتركهما تقولان ما تريدان. لقد أصبحتا جزءاً من حياتي.
تدور حبكة الفيلم حول ثيلما ولويز اللتين تهربين من حياتهما المضطربة السجينة. إلا أنهما تقابلان شخصيات أقسى تدفعهما إلى ارتكاب الجريمة فتصحبان هاربتين من وجه العدالة.
أخرج الفيلم المخرج البريطاني الكبير ريدلي سكوت. وتقوم بدور ثيلما جينا دايفيز وبدور لويز سوزان سراندون. يشاركهما هارفي كيتل بدور التحري المعاطف معهما ولأول مرة يشترك براد بيت «بدور هام» دور السارق الأفاق.
مجرد أن عرض فيلم ثيلما ولويز أصبح فيلما ناجحا تجاريا ونقدياً. مما جعله أحد أعلى الأفلام دخلاً في 1991. وحاز على ستة ترشيحات لجوائز اكاديمية الفنون. فحاز على أفضل سيناريو متميز، كما وأن سراندون وديفيز رشحتا عن دورهما كأحسن ممثلتين.
ما قاله الناقد بيرني كوك عن الفتاتين يعبر عن مدى تأثير هذا الفيلم على الجمهور بشكل عام، فهو قال، «عندما انطلقت ثيلما ولويز بسيارتيهما الثندربيرد من فوق التلة العالية لتستقرا أرضاَ بدلا من الاستسلام للقانون، فقد أصبحتا بذلك أيقونة للثورة النسوية، مما أثار ردود فعل قوية لدى المشاهدين تفاوتت بين القدرة الأقوى على أخذ القرار أو الغضب بسبب تجاوز الاثنتين دور المرأة التقليدي. وقد أصبح فيلم 1991 وبسرعة، ولا يزال، مرجعاً ثقافيا كامناً يشير إلى، بل يلهم بملصق شاهق كبير معلنا، «ثيلما ولويز، ما زالا أحياء
تلاشً تدريجي للضوء:
داخلي. مطعم – صباحاً (نفس اليوم).
لويز نادلة في مقهى. انها في بداية الثلاثينات من العمر، ولكن سنّها كبير على مثل هذه المهنة. انها حلوة ومتأنقة المظهر رغم أنها في نهاية فترة عملها. وهي تضع فناجين القهوة الوسخة بعيداً عن النضد وتكومّها على صينية جرارة تحته. يحدث هذا ضجة عالية، غافلة هي عنها فهي تدندن مصاحبةً موسيقى الخلفية.
داخلي. مطبخ ثيلما – صباحاً.
ثيلما ربة منزل. الوقت صباحاً وهي تقوم بدفع فناجين القهوة من مائدة الإفطار نحو حوض المطبخ المليء بصحون الإفطار الوسخة وبعض الأشياء الأخرى المتبقية من عشاء الليلة الفائتة والتي وضعت لتبلّل بالماء والصابون. إنها ما زالت في رداء النوم. التلفزيون مفتوح في خلفية المطبخ وبإمكاننا أن نرى محاولة لم تكتمل بعد لتغطية الحيطان بالورق في غرفة الطعام. ومن الواضح أنها عملية تقوم بها ثيلما بنفسها.
داخلي. مطعم – صباحاً.
تذهب لويز نحو التليفون العام وتدير نمرة ما.
داخلي. مطبخ ثيلما – صباحاً.
يدق جرس الهاتف. تذهب ثيلما لترد عليه.
ثيلما: (متذمّرة) أدركت ذلك! مرحباً.
داخلي. مطعم – صباحاً.
لويز (عند التلفون العام) أرجو أن تكوني قد حزمت أغراضك. أيتها الزوجة ربة المنزل. لأننا سنغادر هنا الليلة.
داخلي. مطبخ ثيلما – صباحاً.
ثيلما: حسناً، انتظري الآن. ما زال عليّ أن أسأل داريل إن كان بإمكاني الذهاب.
لويز: (صوت خارجي) هل تعني انك لم تسأليه بعد؟
بحق المسيح يا ثيلما هل هو زوجك أم والدك؟ انهما ليسا سوى يومين اثنين. بحق الله يا ثيلما، لا تكوني طفلة. قولي له فقط أنك ذاهبة معي حتى أصرخ عاليا بما بي. قولي له انني مصابة بانهيار عصبي.
تمسك ثيلما بالهاتف تحت ذقنها وهي تقطع كوبونات من الصحف وتعلقها بدبابيس على لوحة إعلانات مليئة بها نرى وصفات طهي مقطوعة من صحف نسائية خلال أسطر «101 طريقة لطبخ لحم الخنزير».
ثيلما: إنه يعتقد انك بلا عقل يا لويز ولذك فإن هذا لن يضيف جديداً عند داريل. هل أنت في العمل؟
لويز (صوت خارجي) كلا، أنا اتصل بك من مكان البلاي بوي.
ثيلما: سأكلمك فوراً.
تتجه ثيلما عبر غرفة الجلوس نحو أسفل السلم وتنحني على الدرابزين.
ثيلما: عزيزي داريل، من الأفضل أن تسرع.
يأتي داريل وهو يقفز على السلالم. لقد صنعت مادة البوليستر خصيصاً لهذا الرجل، وهو مغطى بالمجوهرات «الرجالية». ويدير مكاناً لبيع البُسط.
داريل: اللعنة، يا ثيلما، لا تصرخي هكذا! ألم أقل لك أنني لا أستحمل صراخك هذا في الصباح.
ثيلما: أنا آسفة يا عزيزي، أنا لا أريدك أن تتأخر.
يعيد داريل النظر في مظهره امام مرآة القاعة، ومن الواضح أنه معجب بما يرى. إنه ينضح بالثقة الزائدة عن الحدود لأسباب لا تظهر للعيان. يهمه أن يعتقد أنه قاتل النساء.
انه يقوم بهندمة شعره المغطى برغوة مصفف الشعر.
تراقبه ثيلما بإعجاب.
ثيلما: عزيزي.
داريل: ماذا.
ثيلما (تقرّر أن لا تخبره) أتمنى لك يوماً جيداً في عملك.
داريل: أوه هوه.
ثيلما: عزيزي؟
داريل: ماذا؟
ثيلما: هل تريد شيئاً خاصاً للعشاء؟
داريل: كلا، يا ثيلما، أنا لا آبه بما سأتناول على العشاء. وقد لا أعود ربما إلى المنزل في وقت العشاء. أنت تعلمين كيف هي أيام الجمعة.
ثيلما: من المضحك أن يريد العديد من الناس شراء البسط يوم الجمعة مساءً. مما يدفعك للاعتقاد أنهم يريدون أن ينسوها في عطلة نهاية الأسبوع.
داريل: خيراً إذاً انك لست المدير المناطقي بل أنا هو ذلك.
أخيراً يجهز. يسير نحو الباب ويقوم بتقبيل ثيلما على خدها قبلة روتينية خالية من الإحساس.
ثيلما: مع السلامة يا عزيزي. لن أنتظرك.
داريل: إلى اللقاء.
يغادر داريل. نرى سيارته الكورفيت أمام الباب.
وبينما هو يغلق الباب الأمامي تنحني ثيلما ملتصقه به.
ثيلما: لقد ذهب للخراء.
تضحك ثيلما لنفسها تعود إلى المطبخ وتلتقط الهاتف وتدير قرصة.
داخلي. مطعم – صباحاً
يدق الهاتف العمومي المعلق على الحائط. يجيب البرت، رجل الأوتوبيس الخمسيني.
البرت: صباح الخير. نعم هي موجودة. هل هذه ثيلما؟ آه، يا ثيلما، متى ستهربين معي؟
تأتي لويز وتأخذ الهاتف من يده.
لويز (مخاطبة البرت) ليس نهاية هذا الأسبوع، يا عزيزي، فهي ستهرب معي. (تتكلم داخل الهاتف) مرحباً. ماذا قال؟
ثيلما (صوت خارجي) متى ستمري لتأخذينني؟
لويز: انت تمزحي! حسناً! سأكون هناك حوالي الثانية أو الثالثة.
ثيلما (صوت خارجي) ما الأشياء التى تريدينني أن آخذها معي.
لويز: لا أدري. أشياء دافئة، على ما أعتقد. إنها الجبال. اعتقد انها باردة ليلاً. أنا سوف أحضر كل شيء.
ثيلما (صوت خارجي) حسناً. سأفعل ذلك أيضاً.
لويز: واسرقي أدوات داريل لصيد السمك.
ثيلما (صوت خارجي) لا أعرف كيف أصطاد السمك، يا لويز.
لويز: ولا أنا أعرف يا ثيلما، ولكن بما أن داريل يفعل ذلك فلن تكون صعبة جداً؟ اراك لاحقاً. إجهزي.
يعلّق الإثنتان الخط الهاتفي.
خارجي. مطعم. نهاراً.
تنطلق لويز في سيارة خضراء ثندر بيرد خضراء جديدة في حالتها الأصلية.
داخلي. غرفة نوم ثيلما – لقطة مقرّبة – شنطة على السرير – نهاراً
داخل الشنطة ملابس سباحة، كلسات صوفية، بيجامات قطنية، جينزات، كنزات صوفية قمصان قطنية، فستانين، كمية كبيرة من الثياب لرحلة يومين. نرى ثيلما تقف أمام دولابها، محاولة أخذ قرار ماذا تأخذ أيضاً، وكأنها نسيت شيئاً. تبدو الغرفة وكأنها قد أخذت زخرفتها من كتالوج سيرز. إنها حقاً مزخرفة.
داخلي. غرفة نوم لويزا – لقطة مقرّبة – شنطة على السرير – نهاراً
شنطة منظمة جداً كل شيء مطوي بنظام. ثلاثة أزواج من الملابس الداخلية، زوج واحد من الملابس الداخلية الطويلة، زوجان من الكلسونات، كنزتان من الصوف، ثوب مكسو بالفراء، قميص نوم. تبدو وكأنها قد جهزت ما يكفيها لرحلة مخيم. وهذا يظهر شخصية لويز. غرفتها منظمة تماما مثل شنطتها. كل شيء متناسب مع الآخر. إنها ليست مزخرفة كغرفة ثيلما ولكنها من نفس الطراز. إنها تفكر هل ستأخذ زوجاً إضافياً من الكلسات. تقرّر أن لا تفعل وتغلق الشنطة. تذهب باتجاه الهاتف، تلتقطه وتدير القرص. نسمع:
آلة تسجيل (صوت خارجي): مرحباً، جيمي يتكلم. لست موجوداً الآن، ولكنني ربما سأعود لأن.... حاجاتي كلها موجودة هنا. أترك رسالة.
تصفق لويز الهاتف.. إطار يجمع لويز وجيمي في صورة موضوعه على المائدة بالقرب من الهاتف.
وهي بالحقيقة تصفع بفعلتها هذه ذلك الوجه الموجود في الصورة، أيضاً.
داخلي.غرفة نوم ثيلما – نهاراً.
ما زالت ثيلما ترمي بالحاجيات إلى داخل الشنطة بدون ترتيب. وهي تخاطب نفسها بصوت خفيض كل الوقت.
تأخذ أشياء من على منضدة النوم، ساعة صغيرة ، مقص أظافر ، الخ.
تفتح درج منضدة نومها. تتصرف وكأنها تهدف إلى شيء ؛ ويبدو عليها مظهر من يعرف ماذا يفعل، رغم أنها، وبصراحة وبينما هي تبحث فيه، تلتقط بضعة أشياء من بين المحتويات المتبعثرة، ترى مسدساً هناك. كان قد اشتراه داريل لها من أجل الحماية. إنه غير محّمل ولكن هنالك علبة من الرصاص. تلتقط المسدس من ذنبه وكأنه جرذ وتضعه في شنطة يدها.
ثيلما: (تتمتم لنفسها) قتلة مجانين...
تلتقط علبة الرصاص وترميها أيضاً معه. تحاول أن تغلق شنطتها، ولكن هنالك حاجات معلقه خارج الشنطة. تحاول تسوية ما هو عالق ثم تجلس بكل وزنها فوق الشنطة.
خارجي. منزل ثيلما – نهاراً
تندفع سيارة لويز البيرد 66T القلابة نحو مدخل منزل ثيلما. يرتفع باب المرآب حيث تقف ثيلما في المرآب بكل امتعتها. شنطة تبدو وكأنها ستنفجر، ادوات صيد السمك، ثلاجة، مصباح.
سيارة ثيلما القديمة الرمادية الهوندا تقف هناك أيضاً.
تخرج لويز من مقعد السائق.
لويز: لن نحتاج المصباح. فالمكان به كهرباء.
ثيلما: أريد أن آخذه. لعل وعسى.
لويز: لعل وعسى ماذا؟
ثيلما: فيما إذا وجد مجنون قتل هارب قد يقطع الكهرباء ويحاول المجيء ليقتلنا.
لويز: (توافقها) آه حقاً، معك كل الحق، يا ثيلما.
عندئذ سيكون المصباح مفيداً. ربما سنقطر سيارتك خلفنا في حالة ما إذا سرق شمعة إشعال السيارة.
ثيلما: علينا أن نفعل ذلك. فذلك الشيء بالكاد أن يمر في الممر.
يحملا السيارة بكل شيء. بالكاد يقفل الصندوق.
تدفع ثيلما بكل وزنها عليه. تدخلان السيارة وتنطلقا عبر الممر. وبينما هما تتحركان عبر الشارع نسمع ثيلما ترسل صرخة مدوية. إنها تضحك وتمد ذراعيها في الهواء.
خارجي. سيارة – نهاراً
تقودان السيارة على الطريق بين الولايات. تتناول ثيلما حقيبتها الخاصة وتجد المسدس.
ثيلما: لويز هل ستأخذين بالك من المسدس؟
تصرخ لويز لدى رؤيته.
لويز: لماذا أحضرت هذا بحق السماء؟
فكرت ثيلما حائرة هل لويز بهذه السذاجة.
ثيلما: أوه يا لويز... المضطربون القتلة، الدببة... الثعابين! ولكنني فقط لا أعرف كيف استعمله. إذا هل بإمكانك الاهتمام به؟
تمد لويز يدها وتأخذ المسدس من محفظة ثيلما وتمسك به في يدها. تمتحن وزنه ثم تضعه تحت المقعد. تضع ثيلما الرصاص تحت المقعد.
انهما تسرعان نحو الطريق السريع وصوت الراديو يخترق الآذان. تضع لويز شريطاً من موسيقى الـ R.B الوحشية.
ثيلما: لمن هذا المكان اسألك ثانية؟
لويز: انه خاص ببوب المدير النهاري. سوف يحصل على الطلاق وزوجته ستأخذ المكان ولذلك فهو سيترك جميع أصدقائه يستخدمونه قبل أن يسلمها المفاتيح.
ثيلما: لم تكن لي فرصة الخروج من المدينة دون داريل.
لويز: وكيف سمح لك بالذهاب؟
ثيلما: لأنني لم أسأله.
لويز: آه، خراء، ثيلما، سوف يقتلك.
ثيلما: حسناً، لم يسمح لي أبداً بالذهاب. لم يسمح لي أن أقوم بأي شيء يجلب لي السعادة، كل ما يريدني أن أفعله هو ان أبقى في المنزل كل الوقت بينما هو في الخارج يفعل ما لا يعلم به سوى الله.
يسود الصمت بينهما للحظة.
ثيلما (تنظر مباشرة إلى الأمام) تركت له رسالة. تركت له بعض ما يضعه في الميكرويف.
بعد توقّف قليل.
ثيلما: أعتقد انك لم تسمعي حتى الآن شيئاً من جيمي...؟
يضيق حنك لويزا مطبقاً. تزداد سرعة السيارة.
ثيلما:... لا تهتمي.
تتجاوز شاحنة نصف نقل تحمل الغاز على الطريق السريع وترسل صوتاً كالاوزة.. الرفارف التي تحمي من الوحل على شكل صور نساء عارية. وهنالك ملصق كبير جداً على الظهر يقول، «سألعقك من رأسك إلى أساسك... مقابل عشرة سنتات».
لويز: هل هذا أحد أصدقائك؟
تنظر ثيلما إلى وجهها في المرآة الجانبية، متظاهرة بأنها تدخن سيجارة.
من منظور ثيلما نرى علامة على جانب الطريق مكتوب عليها «سأراك يوم الأحد في الكنيسة!».
تضغط ثيلما الولاعة وتنتظرها حتى تخرج. تنظر إليها لويز بجانب عينيها، ولكنها لا تقول شيئاً.
داخلي. سيارة – طريق ريفي – نهاراً.
ثيلما: هل ما زال الطريق طويلاً؟ انا جائعة.
لويز: حوالي الساعة. لدينا طعام يكفينا شهراً.
ثيلما: لا أستطيع الانتظار.. اليس بإمكاننا الوقوف بضع دقائق...
لويز : لن نصل إلى الكابينة إلا بعد الظلام إذا بقينا على هذا الحال يا ثيلما.
ثيلما: إذاً هل سيختلف الأمر كثيراً إذا ما توقفنا؟ بربك.
ليس بإمكاني أن أفعل شيئاً كهذا مطلقاً.
تدرك لويز أن ثيلما ستتحول إلى مراهقة وتتابع نقّها إلا إذا استسلمت لها.
لويز: حسناً، ولكن هذه الوقفة ستكون وقفة سريعة.
خارجي. الرصاصة الفضّيه – ليلاً
تتوقفان أمام مكان على يمين الطريق مضاء برمته بالنيون. يدعى الرصاصة الفضية. الإشارة تتلألأ (كوكتيل – بيرة – رقص – طعام). هنالك موقف ضخم للسيارات مليء بشاحنات نقاله وسيارات قديمة. بالرغم من أن الوقت ما زال مبكراً فمن الواضح أن المكان ملهى ليلي. وهو مزدحم باكراً.
داخلي. الرصاصة الفضّية – ليلاً
هذا المكان مليء بالضوضاء. هنالك عشر موائد ضخمة محاطة بالجماهير. البار الطويل مليء بالرواد. هنالك موائد ونضد. الغرفة مشبعة بالدخان. هنالك حلبة للرقص ولكن لا يوجد راقصون لأن الفرقة الموسيقية ما زالت في طور الإستعداد. هنالك رجال منفردون كثر. رؤوس عديدة تستدير ملاحقة ثيلما ولويز وهما تقتربان من مائدة خالية.
لويز: لم أر مكاناً كهذا منذ أن غادرت تكساس.
ثيلما: أليس هذا شيئاً ممتعاً؟
تأتي نادلة وتترك قائمتي طعام على المائدة.
النادلة: هل تريدان أن تشربا شيئاً؟
لويز: كلا شكراً.
ثيلما: أريد (وايلد توركي) وزجاجة كوكاكولا، من فضلك.
بعد أن تغادر النادلة:
لويز: ثيلما!
ثيلما: قولي لي شيئاً. أليست هذه إجازتي أم لا؟
أعني، يا الهي أنك أسوأ من داريل.
لويز: الأمر أني لم أرك على هذا الحال منذ زمن طويل.
أنا متعودة أن أراك أكثر رصانة.
ثيلما: حسنأً، لقد أخذت خازوقاً كبيراً بسبب رصانتي.
لقد قلت انني وإياك سنذهب خارج البلدة ولمرة واحدة نترك لنفسنا العنان. حسناً، يا عزيزتي، انظري إليّ لأنني سأنطلق الآن!
بينما تعود النادلة:
لويز: (تضحك) حسناً... (مخاطبة النادلة) لقد غيرت رأيي سوف آخذ بيتزا مرجريتا وقليلا من الكورفو بجانبها، من فضلك.
ثيلما: نعم!
عندما غادرت النادلة، أتى رجل ممسكاً بكرسي يجرها نحو المائدة ويتراجع إلى الخلف. إنه في الاربعينيات متين البنية، وجهه يلمع تحت ضوء النيون.
الرجل: الآن أتساءل ماذا تفعل لعبتين حلوتين مثلكما في مكان كهذا؟
لويز : نحن لا نتدخل في أحد؟ لماذا لا تحاول ذلك؟
ثيلما: حسنا، لقد غادرنا البلدة لقضاء نهاية الأسبوع لأننا أردنا أن نحاول قضاء وقت طيب. ولأن لوزي هذه مجنونة لأن صديقها لم يتصل بها وهو يغادر...
ترفس لويز ثيلما من تحت المائدة.
ثيلما (أكثر هدوءاً) اننا فقط أردنا أن نحصل على ما نأكله.
الرجل: حسناً، جئتم إلى المكان المناسب هل تحبون الأكل الحار؟ لديهم أكلاً حار جيد.
تعود النادلة حاملة مشروب لويز.
النادلة: هارلان، هل أنت تزعج هاتين الفتاتين المسكينتين؟
هارلان (الرجل): مرحباً، كلا. كنت فقط أصادقهم.
النادلة (تشير إلى لويز بعينيها) شيء جيد أن الجميع لا يتمتعون بروح الصداقة مثلك.
تفهم لويز ملاحظتها.
ثيلما: اسمك هارلان؟ لدي عم اسمه هارلان!
هارلان: حقاً؟ هل هو عم فكه؟ لأنه لو كان كذلك فهنالك شيء مشترك بيني وبينه.
يضحك هارلان. تضحك ثيلما، أيضاً، ولكنها في الحقيقة لا تدرك مضمون النكتة، لويز لا تضحك.
لويز (مخاطباً هارلان) لا أريد ان أكون وقحة، ولكن لدي شيء أريد أن أتكلم عنه لصديقتي. على انفراد.
هارلان: آه، فهمت. لم أكن أقصد إزعاجكما. ولكن كان من الصعب أن لا ألاحظ سيدتين جميلتين مثلكما.
(يقف، مخاطباً ثيلما) من الأفضل أن ترقصي معي قبل المغادرة، وإلا فلن أسامحك.
ثيلما: آه، حتماً. سيكون هذا مصدراً لسعادتي.
يغادر هارلان، ثم:
ثيلما: لويز، لم يكن ما قلتيه لطيفاً.
لويز: ألا تدركين عندما يستهدفك أحدهم؟
ثيلما: وماذا إذا كان يستهدفني؟ أنت متخمة بفعل سنواتك الطوال في خدمة الموائد.
لويز: ربما.
ثيلما: حسناً، فقط استرخي. هل تفعلين ذلك.
إنك تثيرين أعصابي.
تشرب ثيلما كأس الوايلد توركي دفعة واحدة وتسلم كأسها للنادلة لتحضر لها واحداً آخر. تنظر النادلة اليها وتهز رأسها.
تعود لتواجه صديقتها.
ثيلما: اذاً، جيمي لم يتكلم بعد؟
لويز: دعيه يذوق مرارة دوائه. ذلك الحمار.
ثيلما: آسفة، يا لويز. اعرف أنك مضطربة كليّاً.
انني فقط متحمسة لمغادرتي المنزل، على ما أعتقد.
(توقّف)
لا ادري إن كان داريل قد عاد للمنزل أم لا.
لويز: لا أدري إن كان جيمي قد عاد.
ثيلما: لماذا لا تقولين له أن يذهب إلى الجحيم؟
لويز: لماذا لا تقبري زوجك الخائب ذاك؟
تنطلق الاثنتان مؤقتأً، بالشكوى من مشاكلهما العائلية، إلى أن تأتي النادلة.
النادلة (تدير عينيها) هذا على حساب هارلان.
تنظر ثيلما نحو البار حيث يكزّ هارلان على أسنانه محركاً جسده حركات راقصة. تبتسم وتلوح له بيدها. وجهها يسترد جدّيته عندما تستدير لتنظر إلى لويز.
ثيلما: سيعود جيمي من على الطريق، لن يجدك هناك، ستثار أعصابه ويطلبك مئات الألوف من المرات ويوم الأحد ليلاً ستعاودي الاتصال به ويوم الأثنين سوف يقبّل الأرض التي تمشين عليها.
تفكير ثيلما يتحرك أسرع من فمها، والسرعة التي تتكلم بها قاتلة. لويز معتادة عليها. تضحك لويز بخبث على طريقة ثيلما بتصوير الموقف.
لويز: بالضبط.
ثيلما: وفي الوقت الحاضر، أنت قلت دعينا نمرح. فإذاً لنمرح!
ثم تعاود شرب كأسها دفعة واحدة وترفعه بيدها، بينما تعزف الفرقة لحناً حيوياً. عملياً يقف المكان كله متجهاً إلى حلبة الرقص. تشرب لويز كأس التكيلا وترفعه عالياً، أيضاً.
فيما بعد:
ثيلما ترقص مع هارلان وقد رقصت فترة من الزمن. ترقص لويز مع شخص هادئ يدعى دان. ثيلما مقطوعة الأنفاس سكرانة تقهقه. تحمل زجاجة من البيرة في يدها. تضحك بلا سبب، وهارلان يدرسها عن قرب؛ تلاحظ لويز ذلك.
لويز (فوق الضجيج) ثيلما، سوف أذهب لحمام السيدات، وبعد ذلك ننطلق إلى الطريق.
ثيلما (عيناها مغمضتان، تهتز مع الموسيقى) جاهزة متى اردت ذلك.
تتجه لويز نحو الحمام.
ثيلما (عيناها مغمضتان) لويز، سوف أذهب معك.
(على وجهها نظرة مضحكة) لا أشعر أننى على ما يرام.
تتعثر خطواتها فتسقط من يدها زجاجة البيره.
تتجه لويز نحم الحمّام حيث تجد صفاً من خمس عشرة امرأة على الأقل أمامها.
هارلان (يلتقط ثيلما، يمسك بجسدها) اوبسي دوبسي لندعك تأخذين هواءً نقيّاً، سيدتي الشابة.
يشدها نحو الباب.
تميل لويز إلى الحائط، تنتظر دورها.
قطع إلى:
خارجي. مرآب الرصاصة الفضية – ليلاً
يشد هارلان ثيلما خارج الباب نحو المرآب. إنها مشلولة تماماً.
ثيلما: خراء
هارلان: ما بالك؟
ثيلما: توقّف.
هارلان: لماذا؟
ثيلما: أنا مصابة بدوار.
داخلي. الرصاصة الفضية – ليلاً
تذهب النادلة نحو مائدتهم. تلتقط شنطه ثيلما عن الأرض وتضعها على كرسيها. تضع الفاتورة على المائدة، تنظر حول المكان تحاول إيجادهم ثم تغادر.
داخلي – الحمام – ليلاً
تدخل لويز الحمام. تقف أمام المصبنة وتنظر إلى المرآة.
خارجي – المرآب – ليلاً
ثيلما مريضة، تمسح فمها بمنديل هارلان. تراجع هارلان عند هذا، ولكنه عاود الكرة.
هارلان: كيف تشعرين الآن يا عزيزتي؟
ينحني هارلان ملاصقاً رأس ثيلما، وهي تبعد رأسها عنه.
ثيلما: أعتقد انني بدأت أشعر بتحسّن.
هارلان: نعم، ولقد بدأت تروقين لي أيضاً.
يشدها نحو ويحاول إحاطتها بذراعيه. تشد ثيلما جسدها مبتعدة.
ثيلما (منزعجة) أعتقد انه عليّ الاستمرار في السير.
داخلي. الرصاصة الفضية – ليلاً.
تخرج لويز من الحمام بينما تدخل امرأة أخرى. تفتش الغرفة جيداً بحثاً عن ثيلما. ولكنها لا تراها. تعود إلى المائدة فتجد حاجات ثيلما هناك. تلتقط ورقة الحساب وتنظر إليها.
خارجي – مرآب حانة الرصاصة الفضية – ليلاً
قاد هارلان ثيلما بعيداً عند نهاية المرآب. إنه يحاول تقبيلها الآن. إنه يدفع ذراعيها إلى أسفل وهي تبعد رأسها.
ثيلما: لا تفعل. أنا امرأة متزوجة. أنا لا أشعر بارتياح. لقد كنت مريضه.
هارلان: لا بأس. أنا متزوج، أيضاً.
هارلان يدفع بجسده نحوها، وهي تبدأ بدفعه بعيداً بصورة أقوى.
داخلي. الرصاصة الفضية – ليلاً
لويز تحاسب النادلة. النادلة تهز رأسها، مشيرة إلى انها لم ترى ثيلما هي الأخرى، تلتقط لويز حاجيات ثيلما وتتجه نحو الباب.
خارجي-مرآب حانة الرصاصة الفضية – ليلاً
الصق هارلان ثيلما بظهر عربة محاولاً تقبيل رقبتها. وأمسك بمؤخرتها بين يديه. وبدأ يعصرها. إنها تدفعه بعيداً بكل ما لديها من قوة، ولكنه لا يرتجع.
هارلان (يتنفس بتثاقل) أنت جميلة. لا بأس عليك. لن أؤذيك. لابأس.
ثيلما (تناضل) توقّف. اللعنة، أعني ذلك! سوف تتوه لويز عني. اتركني.
هارلان: لويز بخير.
لويز
تقف خارج باب حانة الرصاصة الفضية. وهي تنظر حولها.
هارلان يشد بثياب ثيلما. تحرّر ثيلما احدى ذراعيها وتضربه على وجهه. يضربها هو بدوره ويمسك بوجهها، فيعصره عصراً.
هارلان: اياك أن تضربيني! إياك أن تضربيني أيتها الملعونة!
لم يعد هنالك أثر للمودة في وجهه الآن. تبدو عليه مظاهر الضعة والخطورة. يترك وجهها ويثبّت ذراعيها خلفها. يمسك ذراعيها الاثنين بيده.
هارلان: اخرسي فقط.
يحاول بيده الأخرى رفع ثوبها. ما زالت ثيلما تناضل والدموع تتدفق من عينيها.
ثيلما: لا تؤذيني يا هارلان، من فضلك.
هارلان: اخرسي.
يديرها بحيث يصبح وجهها نحو الجانب الخلفي للسيارة.
يمسك ذراعيها بيد واحدة ويتابع رفع ثوبها فوق أردافها.
ويبدأ في خلع سرواله عندما نسمع صوت خطوات.
لويز (تصيح) دعها تذهب.
هارلان: اذهبي إلى الجحيم.
ثيلما: لويز!
توجه فتحة مسدس ثيلما نحو ظهر رقبة هارلان. وتشد لويز الزناد.
لويز: دعها، أيها الخنزير الواطي، وإلا فسوف أفجّر وجهك القبيح فوق هذه السيارة اللطيفة.
يرفع هارلان يديه في الهواء ببطء، فتتحرر ثيلما منطلقة وهي تنزل ثوبها.
هارلان: والآن، اهدئي. لقد كنا نمزح قليلاً.
تنظر لويز نحو ثيلما. تهز ثيلما رأسها بإشارة لا.
لويز: يبدو أن فكرتك عن المزاح حقيرة جداً. والآن استدر.
تبدأ لويز بالابتعاد ولكن المسدس ما زال بالقرب من وجهه.
سرواله مفكوك من الأمام. ما زالت تتراجح والمسدس مرفوع.
ثيلما أيضاً تتراجع ببطء.
لويز: نصيحة للمستقبل، عندما تبكي امرأة هكذا، فمن المؤكد أنها ليست في حالة استمتاع!
تخفض لويز المسدس وتحملق به لثانية. ثم تستدير وتذهب بعيداً. وكذلك تفعل ثيلما.
هارلان (يرفع سرواله) أيتها العاهرة. كان عليّ أن أنال منها.
تتوقف لويز عن مشيتها.
لويز: ماذا قلت؟
هارلان: قلت مصّي إحليلي.
تأخذ لويز خطوتين إلى الأمام نحوه وترفع المسدس وتطلق رصاصة إلى وجهه. نسمع جسده وهو يضرب أرض المرآب.
من منظور لويز. السيارة خلفه ممتلئة بالدم. ثيلما ولويز صامتتان، نسمع صوت الملهى الليلي عن بعد. تخفض لويز المسدس.
ثيلما: يا إلهي.
لويز: احضري السيارة.
ثيلما: يا يسوع! لويز لقد أصبته.
لويز: أحضري السيارة!
تركض ثيلما لتحضر السيارة.
لويز (بهدوء، مخاطبة نفسها) راقبي فمك، يا رفيقة.
تأتي ثيلما بالسيارة إلى الخلف. تقفز لويز إلى الداخل وتنطلق ثيلما ووراءها الحصى الطائر. وبينما تسرعان من المرآب نحو الطريق، نسمع الموسيقى الصاخبة من الملهى الليلي وعجلات سيارتهما تضرب الطريق الرئيسي من شدة السرعة.
لويز: ارجعى إلى الطريق الوسطى.
ترفع لويز يدها لتكتشف أنها ما زالت تحمل المسدس.
ثيلما: خراء! أنا... أنا.. إلى أين؟
لويز: الغرب. يساراً
خارجي. سيارة – لقطة بعيدة– ليلاً
تدخلان إلى الطريق المتجه نحو الغرب.
لقطة من الخلف لتحركهم....لقطات متنوعة لهم أثناء السفر.
داخلي. السيارة – ليلاً
تلتقط لويز المنديل من مقعد السيارة وتمسح المسدس.
حركتها تبدو وكأنها بالتصوير البطيء. تضع المسدس تحت المقعد.
ثيلما تراقبها.
ثيلما: لويز.
لويز لا تجيب.
ثيلما: لويز إلى أين نحن ذاهبتان.
لويز: (ترتجف) لا أدري، يا ثيلما! لا أدري! اصمتي لحظة لكي أتمكن من التفكير.
تبدأ ثيلما بالبكاء بصمت.
ثيلما: أليس من الضروري الذهاب إلى البوليس؟ اعني اعتقد اننا يجب أن نخبر البوليس.
لويز: نقول لهم ماذا؟ ! ماذا، يا ثيلما؟ ماذا تعتقدين يجب أن نقول لهم.
ثيلما: لا أدري. فقط نخبرهم بما حدث.
لويز: أي جزء؟
ثيلما: كله. انه حاول اغتصابي.
لويز: لقد رآك مئات من الناس وأنت تضعي خدك على خده كل الليل، يا ثيلما! من سيصدق ذلك؟!
نحن لا نعيش في هذا النوع من العالم. انطلقي!
خارجي. الطريق الوسطى – ليلاً
تنطلق ثيلما إلى جانب الطريق. تخرج لويز وتبدأ في السير حول السيارة. تقف عندما تصل إلى خلف السيارة، وتشعر بالمرض. تبقى ثيلما في السيارة وتتحرك إلى المقعد الجانبي.
تدخل لويز إلى مقعد السائق.
ثيلما: لويز.... هل أنت بخير؟
تضع لويز رأسها على المقود.
لويز: يا الهي. (مخاطبة ثيلما) ثيلما.
ولكن ثيلما لا تسمعها.
لويز: ثيلما.
تنظر ثيلما إليها نظرة خاوية، دون أن تجيب.
لويز: يجب أن أقف لدقيقة من الزمن. عليّ أن استجمع نفسي.
سوف أجد مكاناً لأحتسي فنجاناً من القهوة وسوف أجلس للحظة. هل ترغبين في مصاحبتي؟
يتحرك رأس ثيلما إلى الأسفل. تدرس لويز وجه ثيلما.
لويز: هل هذا يعني نعم؟ هل أنت معي؟
مرة ثانية تهز ثيلما رأسها موافقة. تنطلق لويز بالسيارة خارج اللقطة.
خارجي. موقف اتوبيس – مطعم – ليلاً
تتحرك سيارة البيرد 66T نحوموقف أتوبيسات عصري وتقف هناك. تستدير لويز نحو ثيلما.
لويز: علينا أن نكون خارج إطار الشك. هل تعرفين ماذا يعني هذا؟
ثيلما: نعم.
لويز: هذا يعني أنك لن تكلمي أحداً. ولا تلفتي الأنظار اليك بأية طريقة. هل تفهمين هذا؟
مرة ثانية يرتجف رأسها بأكثر من اهتزازة إيجاب.
لويز: قولي لي انك فهمت ذلك.
تومئ ثيلما برأسها الآن بثبات. لقد فهمت المراد.
مجموعة لقطات من منظور سائقي الشاحنات وهم يرون ثيلما ولويز يدوران باتجاه جزء المطعم من القهوة. تظهران ضئيلتين قياساً بالمحيط.
داخلي. موقف الشاحنات– لقطعة ضيقة– يدا النادلة–الرابعة قبل الظهر
تضعان فناجين القهوة الوسخة من على النضد نحو صينية تحت النضد. وتظهر هذه اللقطة لويز وثيلما تجلسان على النضد.
تنظر لويز إلى خريطة. تقف السيارة في الخارج بالقرب من الباب. لويز (وكأنها تخاطب نفسها) يجب أن نراجع هذا الأمر. يجب أن نكون أذكياء. هذا ليس وقت الاضطراب. انتهى الأمر. لم يره أحد. لا أحد يعرف اننا نحن من قام بذلك. ما زلت بخير.
والآن كل ما علينا أن نفعله هو أن نخطط لخطوتنا التالية.
ثيلما: خطوتنا التالية؟ سأقول شيئاً واحداً، يا لويز. هذه نوع من الإجازة. انا فعلاً اقضى وقتاً جيداً. هذا شيء مسل حقاً.
لويز: لو لم تكوني مهتمة جداً بقضاء وقت جيد لما كنا في هذا الوضع الذي نحن فيه.
ثيلما: ماذا تعنين بكلامك هذا؟
لويز: انه يعني أن تغلقي فمك، يا ثيلما.
ثيلما: إذا هذا كله نتيجة خطأي..
تنظر لويز إلى ثيلما لبعض الوقت.
لويز: فقط اقفلي فمك.
تأتي النادلة وتملأ لهما فنجاني القهوة.
تقف ثيلما لتذهب إلى الحمام. تلتقط شنطتها من على النضد، ولكن حزام الشنطة يمسك بفنجان القهوة فيقع على الأرض محدثاً صوتاً قوياً. فتستدير الرؤوس وتنظر إليها.
ثيلما: عليّ أن أذهب إلى الحمام. أنا.....آسفة.
توقّف على لويز.
خارجي. مرآب حانة الرصاصة الفضية – الرابعة قبل الظهر
تتوقف سيارات البوليس حول المكان. توقفت الحركة في المكان. أبواب الشاحنة مغلقة – تجلس النادلة في خلفية سيارة البوليس والباب مفتوح. بوليس تحري ببذلته الرسمية ينحني على الباب ويحمل كراسي ملاحظاته.
هال: هل بإمكانك معرفة هويتهم إذا ما رأيتهم مرة ثانية؟
لينا: (النادلة) هال، لقد قلت لك حوالي عشرين مرة، نعم، أستطيع أن أعرفهم ولكن لم تكن ايتهما من النوع الذي يقوم بمثل هذه الفعلة.
هال: حسناً، أنت لست شاهدة متخصصة تماماً، ولكن ما الذي يجعلك متأكدة مما تقولين:
لينا: إذا لم تكن خدمة الزبائن في بار كافيه لتجعل من الإنسان خبيراً في الطبيعة البشرية فإن لا شيء آخر يفعل ذلك وأستطيع أن أقول لك أن هارلان لوكيت يحاول شراء ما يريد في مرآب.
وأنا مندهشه كيف لم يحدث هذا من قبل.
هال: من تعتقدين فعل ذلك؟
لينا: هل سأل أحدكم زوجته؟ أتأمل ان تكون هي التي فعلت ذلك.
هال: لينا، توقفي عن الكلام الفارغ، هل تفعلين ذلك؟
هل لديك أية أفكار أم لا؟ فأنا ما زلت واقفاً في هذا المرآب الغبي طوال الليل، وما زال عليّ أن أرفع تقريراً قبل أن اتمكن من الذهاب إلى المنزل في وقت يمكنني من الاستيقاظ مرة ثانيه!
لينا: حسناً، اذا كان عليّ أن أحزر، فأنا اقول انها فتاة قديمه او زوج فتاة قديمة. ولكنها لم تكن واحدة من هاتين الفتاتين، الطويلة، ذات الشعر الأحمر، تركت لي بدلاً مالياً سخيّاً.
هال: ألم تلاحظي نوع السيارة التي كانوا يقودونها؟
لينا: انه ملهى ليلي وليس قاعة خدمة سيارات! انا لا أتبع الزبائن نحو المرآب.
هال: حسناً لينا. اذهبي إلى المنزل. قد نضطر لاستدعائك لمزيد من الاستجواب.
تخرج لينا من باب السيارة الخلفي.
لينا: هاتان الفتاتان ليستا من النوع المجرم.
داخلي. هاتف عمومي-ليلاً.
هنالك هاتف عمومي خارج الحمّام. تلتقطه ثيلما وتدير القرص.
ثيلما (داخل السماعة) مكالمة مدفوعة من ثيلما.
ليس هنالك إجابة.
داخلي-منزل ثيلما-ليلاً.
يرن الهاتف.
لقطات مختلفة لداخل منزل عائلة ديكنسون الخالي.
غرفة النوم
تماماً كما تركتها ثيلما. جارور الدولاب الجانبي ما زال مفتوحاً.
رسالة داريل ملصوقة بالثلاجة. داخل الميكرووايف تحتوي الآن على وجبة ذاب ثلجها وما زالت في غلافها.
داخلي. موقف شاحنات – ليلاً.
ثيلما: شكراً. سأحاول لاحقاً.
تضع السماعة في مكانها وتذهب إلى الحمام. بينما تغلق الباب خلفها، تأتي لويز ويدها مملوءة بالفكّة وتبدأ في وضعها داخل الهاتف. تدير رقماً ما. يدق الجرس لفترة طويلة. تعيد السماعة إلى مكانها وتذهب نحو الحمّام تنظر إلى وجهها في المرآة. تلاحظ وجود بقعة صغيرة على خدّها. تأخذ منديلاً ورقياً وتبلله وتجّف البقعة. تنظر إلى المنديل فتجد مشحة حمراء برّاقة.
لويز: ثيلما... تعالي ، ثيلما!
يفتح الباب الخشبي وتخرج ثيلما منطلقة وتتوجه فوراً نحو الباب، دون حتى أن تنظر نحو لويز. تركض لويز خلفها، يتجهان خارج المطعم، وخارج النافذة، نراهما يدخلان السيارة وينطلقان بعيداً.
خارجي. السيارة- لقطة والسيارة منطلقة- فجراً
تتدحرج سيارة البيرد T نحو طريق سريع له أربعة مداخل، خالياً تقريباً. تمر شاحنة باتجاه معاكس.
داخلي. السيارة- فجراً
الثوب الخارجي مرمي على السيارة وثيلما تجلس مترهلة على المقعد وشعرها يتطاير بوحشية في الهواء.
لويز: سوف نذهب إلى البلدة الثانية ونقف. سوف نجد غرفة في فندق صغير. أستطيع أن أستريح لفترة من الزمن ثم أفكر بطريقة ما للحصول على بعض المال. سوف نحتاج إلى المال. ثيلما. كم معك من المال، يا ثيلما؟
ثيلما: نعم؟ أوه لا أدري، دعيني أرى.
تبحث ثيلما في شنطتها فتجد محفظتها وتخرجها. تجد ثيلما بعض الفواتير مكدّسة في جزء الأموال الصغيرة فتخرجها من مكانها. ترتب وتملّس الأموال التي بحوزتها.
ثيلما: اربعة وستون دولاراً.
وبينما هي تقوم بعدّها تطير أحد الأوراق من يديها. إن ثيلما لا تجيد الإمساك بالمال.
ثيلما: إممم. خراء.. اربعة واربعون دولاراً.
لم تلاحظ لويز أي شيء من هذا. إنها تركز على سياقة السيارة.
ثيلما: أنا فقيرة بالنقد.
لويز: همممم. علينا أن نحضر بعض المال.
خارجي- غرفة فندق صغير- نهاراً (السادسة صباحاً):
الستائر مفتوحة وبإمكاننا أن نرى السيارة تقف مباشرة خارج الغرفة. ثيلما مستلقية على السرير تحملق في سقف الغرفة. لويز تتحرك حول الغرفة وتضع الأشياء في الأدراج.
ثيلما: لماذا تفرغين الشنط؟ لقد قلت اننا سوف نغفو بعض الوقت.
لم تكن لويز تدرك أنها تفعل ذلك.
لويز: أوه، لا أدري. أنا عصبية فقط. عليّ أن أضع تصوراً لما يمكن عمله.
ثيلما: حسناً عندما تضعين هذا التصور أيقظيني.
لويز: ماذا بك بحق الجحيم؟
تصفق لويز باب الخزانة. فتقفز ثيلما.
ثيلما: ماذا تعنين؟
لويز: لماذا تتصرفين هكذا؟
ثيلما: أتصرف مثل ماذا؟ كيف يجب أن أتصرف؟ سامحيني لأننى لا أعرف كيف أتصرف بعد أن فجّرت رأس أحدهم!
يصمتان لفترة من الزمن.
لويز: بإمكانك مساعدتي في إيجاد تصور ما! يجب أن أجد طريقاً للتصرف وأنت عليك محاولة مساعدتي في ذلك.
ثيلما: اقترحت أن نذهب إلى البوليس ولكن ذلك لم يروق لك؛ ولذلك، بصراحة، فأنا يا لويز لا أملك أية فكرة.
لويز: حسناً، لمَ العجلة، يا ثيلما؟ إذا ما أعطيناهم بعض الوقت، فسوف يحضرون إلينا...! يا إلهي. أنا لست جاهزة للذهاب إلى السجن. لماذا لا تذهبين إلى بركة السباحة أو أي شيء من هذا القبيل ولسوف أحاول أن أجد طريقة ما...
ثيلما: اعطني المفاتيح.
لويز: لن تلمسي تلك السيارة.
ثيلما: حاجياتي في الصندوق! يا الهي! إنك تهتمين بالسيارة أكثر من اهتمامك بمعظم الناس.
لويز: معظم الناس يسببون لي المشاكل، ولكن هذه السيارة تخرجني منها.
داخلي – مرآب البوليس – نهاراً
هال في مركز البوليس حيث ينثر هو وهارلان الغبار على السيارة لأخذ البصمات. ينظر هال عن قرب إلى خلف السيارة. يضع يديه على زوجين من بصمات الأيدي. يحرك يديه خارج البصمات حتى لا يلطخها، ويضع يده على السيارة. وجهه يبعد بوصة واحدة عن الشاحنة. يرى بقعة دم واضحة. إنها تختلف عن أي من بقع الدم التي تلطخ السيارة. ينادي على اختصاصي تحديد الهوية ويشير إليها.
هال: (يشير إليها) ما هذه؟
يأتي اختصاصي تحديد الهوية وينظر ثم يرفع أكتافه.
إختصاصي تحديد الهوية: دم؟
هال: دم من؟
إختصاصي تحديد الهوية: دمه هو على ما أعتقد...
يبدو على وجه هال تعبيراً كمن أصيب بألم خفيف في ضرسه.
وأخذ يحدّق بالشاب.
هال: هل تعتقد ذلك؟
يأخذ هال قلماً أسود ويرسم دائرة حول اللطخة السوداء ونقطة الدم، يهز رأسه قليلاً.
خارجي-غرفة الفندق الصغير-نهاراً
تخرج ثيلما من الغرفة وتسير باتجاه البركة. تقف، ثم تقرّر الذهاب نحو البركة. تتمدد على كرسى استلقاء يواجه الطريق.
داخلي. غرفة فندق صغير-نهاراً
لويز داخل الغرفة. تنظر إلى الهاتف. تلتقطه وتدير القرص وتراقب نفسها في المرآة. تحملق وكأنها تحاول أن ترى ما في داخلها، عبر رؤية نفسها.
خارجي-بركة الفندق-نهاراً
ترتب ثيلما نفسها على كرسي استلقاء، محاولة عبثاً الشعور وكأنها في إجازة.
داخلي.غرفة فندق-نهاراً
جهاز تسجيل (صوت خارجي) مرحباً. هذا جيمي. أنا لست هنا الآن...
صوت يقطع الرسالة:
جيمي (صوت خارجي): مرحباً ! أنا هنا. انتظر دقيقة!
الآلة تتوقف.
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
جيمي، في منتصف الثلاثينيات، موسيقي يقف إلى الهاتف في المطبخ. إنه ليس من النوع الذي يمكن أن يعجب لويز، ليس مستقيماً بشكل كافٍ.
لويز (صوت خارجي) (على الهاتف) جيمي...
داخلي. غرفة الفندق-نهاراً
تنظر لويز إلى نفسها في المرآة وهي تحمل سماعة الهاتف. إنها مصدومة جداً.
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) لويز! أين أنت؟ هل أنت بخير؟ يا حبيبتي...
لويز: مرحباً. أنا جيدة. كيف حالك أنت؟ لم أرك منذ مدة.
جيمي (صوت خارجي) لويز، حبيبتي... أين أنت؟ صوتك يبدو مضحكاً.
ما زالت لويز تنظر إلى نفسها في المرآة، وكأنها لم تر نفسها من قبل.
لويز: أنا مضحكة. انا حقاَ مضحكة.
جيمي (صوت خارجي) هل أنت في المدينة؟ تبدو هذه مكالمة بعيدة.
لويز: كلا، أنا خارج المدينة. أنا في..... أنا واقعة في مشكلة كبيرة، يا جيمي. مشكلة كبيرة في اركنساس.
جيمي (صوت خارجي) لويز، بربك قولي لي ما الذي يحصل هنا!
أعود ولا أحد يدري أين أنت. هل ثيلما معك؟ داريل يتصل كل نصف ساعة قائلا انه سوف يقتلكما معاً عندما تعودان لقد جنّ جنونه. لا أحسدها لو كانت معك.
خارجي-غرفة فندق نهاراً
ثيلما عند البركة تتشمس.
داخلي –غرفة فندق – نهاراً
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) إلى أين ذهبتما معاً؟
لويز: لاصطياد السمك. انظر، يا جيمي... انا بحاجة إلى مساعدتك. هذا موضوع جدي. أنا في مشكلة وبحاجة إلى مساعدتك. هل تستطيع فعل ذلك؟
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
تصدم جديّة صوتها جيمي. يدرك أن هذا جدي جداً.
جيمي: نعم، نعم، يا عزيزتي. أستطيع مساعدتك. أخبريني أين أنت.
داخلي. غرفة فندق نهاراً
تغطى جزء الهاتف قرب فمها بيدها. إنها تحاول بشدة عدم البكاء.
لويز: لدي حساب توفير يحتوي على سبعة وستين ومائة دولار.
اعرف انك الآن لا تستطيع إخراجه، ولكنني جاهزة لدفعه فوراً. هل باستطاعتك تحويل المبلغ برقياً وسوف أعيده لك؟ من فضلك؟ أنا يائسة.
جيمي (صوت خارجي) ما الذي يجري بحق السماء؟
لويز: شيء سيء جداً أصابني ولا أستطيع أن أقول لك ما هو، مجرد أنه شيء سيء فعلته ولا أستطيع العودة عنه. هل بإمكانك مساعدتي؟
جيمي (صوت خارجي) طبعاً. طبعاً ! أين؟ ألا أستطيع إحضاره لك؟ بحق الله يا طفلتي، من فضلك، فقط أخبريني ما الذي حدث ما الذي يمكن أن يكون سيئاً جداً؟
تجلس لويز على حافة السرير. تنظر إلى يدها.
لويز: جيمي؟
تأخذ الخاتم الذي تلبسه في يدها اليسرى وتديره إلى الخلف وتجعله يبدو وكأنه خاتم زواج.
لويز: هل تحبني؟
جيمي (صوت خارجي) يا الهي، حتماً...نعم!
لويز: ابرق بالمبلغ إلى وستري يونيون في مدينة اوكلاهوما.
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
جيمي: أنت في أوكلاهوما؟!
لويز (صوت خارجي) ليس بعد.
جيمي: لويز، دعيني أهاتفك بعد أن أحوِّله، حتى تعرفي إلى أي مكتب تذهبين.
لويز (صوت خارجي) ألا يمكن إرساله إلى أي مكتب.
جيمي: كلا، بما أن المبلغ كبير جداً فعليّ ان أخبرهم إلى أي مكتب.. أعرف، لأنني طلبت أن يحوّل لي مبلغ من المال وأنا في الطريق. ويجب أن تكون هنالك كلمة سرية وإلا فلن يسلموك المبلغ. يجب أن أقول لك الكلمة السرّية.
داخلي. غرفة فندق-نهاراً.
لويز: أخبرني الآن.
جيمي (صوت خارجي) اطلبيني مرة ثانية.
لويز: حسناً. سوف أطلبك ثانية. خلال ساعة لا تخبر داريل.
جيمي (صوت خارجي) أعرف. اطلبيني ثانية. لويز، أنا أحبك، موافقة؟
لويز: موافقة.
خارجي-بركة الفندق –نهاراً
ثيلما عند البركة. سيارة تزعق، صوت زمور عالٍ
لويز (تصرخ) تعالي، يا ثيلما! ادخلي السيارة!
تقفز ثيلما جالسة وتلبس فستان الشمس وتدخل إلى السيارة.
تقفز فوق الباب. إنها في حالة صدمة خفيفة.
ثيلما: هل انتهيت من التفكير؟
لويز: أفكر بصورة أفضل عندما أسوق السيارة.
تخرج لويز من المرآب.
داخلي-مركز البوليس-مكتب المأجور-نهاراً.
هال داخل المركز يخاطب رئيسه، يقف أمام المكتب ويديه في جيوبه بينما يجلس رئيسه خلف المكتب وعليه مظهر الاضطراب.
هال: كل ما نعرفه أن هنالك سيدتين في سيارة ثندر بيرد خضراء قلابة والتي اتجهت شمالاً خارج المرآب مسرعة.نحاول أن نحصل على ما يشير إلى السيارة ولكننا لم نفعل حتى الآن. حتى الآن، لم نحصل على شيء.
ماجور: حسناً، من الأفضل أن تجد شيئاً، حتى لو لم تكونا هما الفاعلتان والوقت يشير إلى انهما كانتا شاهدتين عليها.
أريد من يستطيع، على الأقل، التكلم معهما. ضع إشارة عليها وصف لهما لنرى ما الذي سنحصل عليه.
هال: حسناً.
ماجور: هل هنالك سبب ما يدعوك للاقتناع بانهما غادرتا الولاية؟
هال: هذا حتماً ممكناً.
ماجور: لماذا لا نباشر وندع المكتب يتدخل في هذا الأمر.
هال: لا مشكلة عندي حول ذلك.
ماجور: لابد أن تشوي مؤخرة أحدهم.
خارجي. مزرعة – لقطة لسيارة متحركة – نهاراً
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: لا تفقدي صوابك يا لويز، ولكن إلى أين نحن ذاهبتان؟
لويز: مدينة أوكلاهوما. سوف يرسل لي جيمي بعض المال وبعد ذلك...
ثيلما: هل خاطبته ؟! هل هو غاضبٌ؟ هل أخبرته؟
لويز: كلا، لم أخبره. وهذا شيء يجب أن نعرفه بوضوح.
لقد اتصل داريل وكان يتكلم كالمجنون محدثاً أصواتاً متنوعة.
عندما تكلميه، لا يمكنك أن تقولي شيئاً عن هذا. يجب أن تتأكدي من أن كل شيء يبدو طبيعيّاً.
ثيلما: اتصلت بالحمار في الرابعة صباحاً ولكنه لم يكن في المنزل.
لا أدري ما الذي سيدفعه للجنون. أنا التي ستصاب بالجنون.
لويز: لقد كنت أقول لك هذا منذ عشر سنوات.
ثيلما: هل تعتقدي أن داريل له علاقة بواحدة أخرى؟
لويز: لا أعتقد أن داريل يمتلك النضج الكافي ليقود علاقة.
ثيلما: ولكنك تعتقدين أنه يتسلى هنا وهناك.
لويز: ثيلما، أنا ذاهبة إلى المكسيك. اعتقد أنه بمقدوري أن افعل ذلك بيومين ونصف ولكن عليّ أن أسرع.
هل أنت جاهزه لمثل هذا؟ أعني، يجب أن أعرف ذلك.
هذه ليست لعبة. أنا غارقة في الخراء. وعليَّ أن أعرف ما الذي تريدين فعله.
ثيلما: أنا.... أنا لا أدري. انا لا أدري ما الذي تطلبينه مني...
لويز: لا تتلاشي بسببي. يا الهي، يا ثيلما. كلما تعرضنا للمشاكل تفقدين رشدك أو تتظاهرين بالجنون أو أي خراء كهذا وهذه المرة.... ليس هذه المرة. كل شيء تغيّر الآن... الآن تستطيعين فعل كل ما تريدينه، ولكنني سأذهب إلى المكسيك. سوف أذهب. هل ستأتين معي؟
تحدّق ثيلما بالطريق. لا تجيب. ثم:
ثيلما: أعتقد أنه يفعل. يذهب هنا وهناك.
خارجي. سيارة – مزرعة – لقطة من السيارة – نهاراً
داخلي. مركز بوليس – غرفة التحقيق – نهاراً
لقطه ملتصقه «برسم تشبيهي» للويز. وعلى مائدة قريبة نرى رسماً يشبه ثيلما بشدّة. تجلس النادلة لينا بالقرب من البوليس الذي يحمل الرسم. يلتقط هال الرسم ويقوم بدراسته عن قرب.
خارجي – بلدة ريفية صغيرة – نهاراً
تدخل السيارة البيرد T إلى البلدة.
خارجي – مخزن ريفي – نهاراً
تقف لويز وثيلما أمام مخزن قديم. ذلك النوع الخشبي المدخل والذي يبيع طعوما وقمصانا قطنية.
لويز: هل لديك هاتف عمومي؟
الرجل العجوز: خلف الجانب عند غرف الاستراحة.
تحصل لويز على دراهم صغيرة بينما تتجول ثيلما تفتش على ديدان كاوتشوكيه، وبعض المخللات، تخرج لويز نحو الهاتف.
خارجي. الهاتف العمومي – نهاراً
تضع لويز الدراهم في الهاتف. يرن الهاتف ويجيب جيمي.
داخلي. شقة جيمي- نهاراً
جيمي: لويز!
خارجي. هاتف عمومي- نهاراً
لويز: هل هذه طريقة إجابتك على الهاتف؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف)
لقد حصلت عليها. خفت أن أفقدك. كدت أن لا أتمكن من تحويل المال. اليوم السبت.
لويز: من الذي قام بذلك؟
جيمي (صوت خارجي) صديق لي يمتلك نادياً اسمه ديكي راندل سوف تعريفينه عندما ترينه. شقيقه كان في صفك. اسمه تيري.
لويز: لم تخبره لماذا حوّلت المال، اليس كذلك؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) كلا، يا عزيزتي. قلت له انني أريد شراء سيارة. لماذا تريدين هذا المبلغ؟
لويز (لا تجيب على السؤال) جيد. هذا شيء جيد. إلى أين أذهب؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) إنه مكان يدعى فندق شوز سيستا. العنوان 1921 شمال شرق 23. إنه تحت اسمك.
لويز: وما هي كلمة السر؟
جيمي (صوت خارجي) (على الهاتف) الخوخة.
لويز: ماذا؟
جيمي (صوت خارجي) هذه كلمة السر. أنا مشتاق لك أيتها الخوخة.
تدير لويز عيناها وتحاول ألاّ تذوب.
لويز: حسناً، يا جيمي. شكراً لك.
تضع اصبعها على سماعة التليفون.
داخلي- شقة جيمي – نهاراً
ما زال جيمي يضع السماعة على أذنه.
جيمي: لويز؟
داخلي-مخزن ريفي – نهاراً
ثيلما داخل المخزن تبتاع علكة ولحوما معلبة. إلى جانب صندوق الحساب تعرض زجاجات مشروب صغيرة. تلتقط ثيلما زجاجة صغيرة من مشروب الوايلد تروكي وتضعه على النضد.
يقوم الرجل العجوز بوضعه في الحساب. تأخذ زجاجة ثانية وتضعها على النضد. ما زال الرجل العجوز يضع الحاجيات في الحساب. تأخذ اثنتين آخرتين وتضعهما على النضد. تأخذ باقي زجاجات الوايلد توركي الموضوعة في العرض وتضعها على النضد – تأخذ زجاجة صغيرة من الكورفو وتضعها على النضد، ايضاً. ينظر الرجل العجوز إليها أخيراً يتناول من الحائط الذي خلفه زجاجة كبيرة من الوايلدتوركي ويضعها أمامه.
الرجل العجوز: سيدتي، هل أنت متأكدة أنك لا تفضلين الحجم الاقتصادي الكبير؟
خارجي. هاتف عمومي- نهاراً
تضع لويز الهاتف في مكانه. تسير بعيداً باتجاه الناحية الأماميه من المحل.
خارجي-مخزن ريفي-نهاراً.
تخرج ثيلما من الناحية الأمامية للمخزن. يقع المخزن عند تقاطع طرق حيث كمية لا بأس بها من المركبات المتنقلة.
لويز: اذهبي واتصلي بداريل.
تسير ثيلما باتجاه السيارة. تضع محفظتها على المقعد الأمامي. تنظر نحو لويز.
ثيلما: أأتصل به؟
لويز: اتصلي به لا تقولي له شيئاً قولي له أنك تمضين وقتاً رائعاً وأنك ستصلين إلى المنزل غداً مساء.
ثيلما: هل سأفعل؟
لويز: لا أدري لن أكون هناك.
تنظر ثيلما ولويز إلى بعضهما البعض بينما يغوص هذا الأمر في داخلهما.
ثيلما: تسير حول المكان نحو المبنى الجانبي إلى الهاتف.
تتناوله وتدير القرص.
ثيلما (في الهاتف) مكالمة مدفوعة من ثيلما.
خارجي – واجهة المخزن – نهاراً
تدخل لويز إلى داخل المخزن لتناول شيء من الشكولاتة
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً
ثيلما: عزيزي؟
داخلي- منزل ثيلما – نهاراً
داريل في صالة المنزل الغرفة في حالة من الفوضى.
هنالك علب بيرة في كل مكان. التلفزيون ذو الشاشة الكبيرة مفتوح وعليه مباراة كرة قدم. داريل يلبس ملابس رياضية. يلبس سروالاً قصيراً فاضحاً وقميصا قطنيا بقبّة مفتوحة V ، ويلبس مجموعة من العقود والأساور.
داريل: اللعنة، يا ثيلما، أين أنت بحق الجحيم؟!
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً
ثيلما: أنا... انا مع لويز.. إننا في الجبال، نحن....
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
داريل (مقاطعاً) ماذا بحق الجحيم تعتقدين انك تفعلين؟ هل فقدت عقلك؟! هل هذا هو السبب؟ أغادر إلى عملي وتغادرين أنت كل ما تملكين من عقل؟
خارجي – نهاراً – هاتف عمومي – نهاراً
ثيلما: داريل... يا طفلي العزيز... داريل، اهدأ الآن، يا عزيزي. رجاء لا تفقد أعصابك. أستطيع أن أشرح...
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
داريل في حالة جنون، ولكنه ما زال يتابع سير اللعبة.
داريل: انتظري. انتظري دقيقة، اللعنة.
يغطي السماعة ويتابع مشاهدة اللعبة حيث يخسر فريقه في استبقاء الكرة. وهذا يجعله أكثر جنوناً. يعيد سماعة الهاتف إلى أذنه في الوقت الذي يسمع ثيلما تقول:
ثيلما (صوت خارجي)... فقط ليوم واحد وسوف نعود غداً ليلاً.
داريل: كلا لن تفعلان. سوف تعودان اليوم.
الآن! أعيدي مؤخرتك الآن إلى هنا، يا ثيلما، الآن، اللعنة. ثيلما هل تفهمينني؟
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً
تحاول ثيلما حبس دموعها – تحاول أن تكون قوة.
ثيلما: داريل من فضلك... أنت زوجي وليس والدي، يا داريل.
داخلي.. منزل ثيلما – نهاراً
داريل (مقاطعاً) هذا ينهي الموضوع! إن لويز هذه ليست سوى شخصية سيئة التأثير. إذا لم تعودي إلى هنا الليلة، بحق الله، يا ثيلما... حسناً، فقط لا أريد ان أقول... لا ينبس أي منهما بكلمة لبرهة من الزمن.
داريل: ثيلما؟
خارجي – هاتف عمومي – نهاراً.
ثيلما: داريل.
داريل (صوت خارجي) ماذا؟
ثيلما : اذهب وانتحر.
ترفع السماعه وتنهي المكاملة معه.
خارجي – مخزن ريفي – نهاراً
تنهمر الدموع من عيني ثيلما وهي تراقب الطريق وتعود كالعاصفة نحو السيارة. تصرخ بعد أن صدمت واحداً في طريقها لم تكن قد رأته. يرتد الاثنان إلى الخلف بضع خطوات من شدة الإصطدام.
عابر سبيل: أواه، سامحيني! يا آنسة، هل أنت بخير؟
تشير ثيلما مطأطئة رأسها بـ«نعم» ولكن الدموع تستمر. بكاءها صامت.
عابر سبيل: هل هنالك ما استطيع فعله؟
تهز ثيلما رأسها بـ «لا». تحاول كبح دموعها. تلاحظ كم هي زرقاء عيناه.
ثيلما: كلا. شكراً. آسف.
ثيلما: تستجمع نفسها وهي عائدة نحو السيارة. تدخل إليها وهي تجفف عينيها، وتنظر إلى المرآة الجانبية، في المرآة تجد عابر السبيل يدور ويعود من جانب المبنى. انه يبعد بضعة أقدام عن السيارة. تراقبه وهو يخلع قميصه ذا الكم الطويل ويضعه في حقيبته.
هو الآن يلبس قميصاً قطنياً وجينز. يبدو حسناً. حسناً فعلاً. تنظر في المرآة اليه وهو يتناول أغراضه ويتجه نحو الطريق. تستطيع أن تراه وهو يسير. يتوقّف. إنه يفكر يتجه عائداً نحو السيارة.
عابر السبيل: هل تمانعان إذا ما سألت إلى أين تتجهان أنت وصديقتك؟ انا أحاول العودة إلى المدرسة وقد تخلفت عن مركبتي ولذلك فأنا لا أستطيع الحراك. هل أنتما ذاهبتان في نفس طريقي؟
ثيلما لا تدري ماذا تفعل.
ثيلما: أممم. اعتقد أننا ذاهبتان إلى مدينة أوكلاهوما. ولكنني لست متأكدة.
عابر السبيل: هل تعتقدين أنه باستطاعتكم... أعني، يمكنني مساعدتكم في دفع الوقود.
تعرف ثيلما أن لويز سوف لا تحب هذا.
ثيلما: أممم. حسناً ، انظر، الأمر ليس في يدي. إنها ليست سيارتي. أممم، علينا أن نسأل صديقتي، ولكنها من المحتمل أن لا توافق. إنها ضيقة قليلاً.
عابر السبيل: حسناً ، من الأفضل أن لا نسألها ولكن على أي حال شكراً.
الآن تريده أن يأتي. يبدأ في الابتعاد عن السيارة.
ثيلما: حسناً ، بإمكاننا سؤالها. فهذا لا يضرّ.
في نفس اللحظة تخرج لويز من المخزن. ترى ثيلما تخاطب هذا الشاب. وللحظة من الزمن، تتجمّد ميتة في مكانها وهي تتقبل هذا المشهد، ثم تتابع سيرها نحو السيارة. بالرغم من أن وجهها لا يحمل أي تعبير، إلا أننا نستطيع أن نرى أنه من الممكن أن تقتل ثيلما.
ثيلما: لويز، هذا الشاب في طريق عودته إلى المدرسة وهو بحاجة لمن يساعده في الانتقال، ولقد فكرت بما أنه....
لويز: ربما لن تكون هذه فكرة حسنة.
ثيلما: لويز.
يهزّ عابر السبيل رأسه ويبدأ في السير باتجاه الطريق.
عابر السبيل: اتمنى لكما يوماً لطيفاً وسياقة آمنة.
يبدو أن عابر السبيل لطيف فعلاً وان ثيلما متضايقة من لويز التي رفضت منحه توصيلة، ولكنها قرّرت عدم مواجهتها.
ثيلما: انظري كم هو مهذّب؟ انه فعلاً لطيف.
تخفض لويز الجزء العلوي من السيارة وتخرج من المكان.
تمران أمام عابر السبيل. تلوّح له ثيلما بيدها.
عابر السبيل (مخاطباً ثيلما) ابتهجي الآن!
تستدير في مقعدها وتحاول متابعة التلويح بيدها.
يبتسم ويلوّح لها. يسوقان على الطريق. لقطة ملاصقة لعابر السبيل بينما تتلاشى البسمة عن وجهه.
قطع إلي:
داخلي – سيارة – تسير – نهاراً
تبدو ثيلما مأخوذة.
ثيلما: كنت أتمنى لو اصطحبناه معنا.
لويز: ماذا قال داريل؟
ثيلما (بسخرية) قال «لا بأس يا ثيلما. كنت أريد فقط التأكد من أنك بخير. أرجو أن تكوني تقضين وقتاً طيباً. لا شك أنك تستحقينه بعد أن تحملتني كل هذا الوقت. أنا أحبك يا عزيزتي.
لا تقول لويز شيئاً.
ثيلما: كم هي المسافة لنصل إلى مكسيكو اللعينة؟
داخلي. مركز البوليس – نهاراً
يراجع هال قائمة بكل سيارات بيرد T الخضراء في الولاية.
إدخال – شاشة الحاسوب
تتوالى قوائم الأسماء بينما يحدّق هال بلا تعبير نحو الشاشة.
نرى اسم لويز اليزابيث سويسار يمر. وهذا لا يعنى شيئاً لهال.
داخلي. سيارة – نهاراً
بعد عشرين دقيقه. يخرجان من البلدة. ثيلما مثل كلب يحمل عظمة. فهي ترفض التخلي عنها.
ثيلما: لا أستطيع أن أرى ما الذي سيزعجك إذا ما أعطيت أحدهم توصيله. هل رأيت مؤخرته. إن داريل لا يملك مؤخرة لطيفة مثلها. تستطيعين أن توقفي سيارة في ظل مؤخرته.
لويز: أنا آسفه. انا لست في مزاج يسمح بالمرافقة الآن.
هنا. خذي هذه الخريطة. أريدك أن تجدي كافة الطرق الفرعية المؤدّية من أوكلاهوما إلى المكسيك. أعتقد أننا يجب أن نبتعد عن الطريق الرئيسي. فنحن مشكوك بأمرنا.
ثيلما (تأخذ خريطة) حسناً، يبدو أننا نستطيع أخذ الطريق 81 التي تتجه رأساً إلى دالاس، ثم نقطع نحو....
لويز (مقاطعةً) لا أريد الذهاب إلى ذلك الاتجاه حاولي أن تجدي طريقاً لا تمر بتكساس.
ثيلما (تنظر إلى الخريطة) انتظري. ماذا؟ تريدين الذهاب إلى مكسيكو مارة بأوكلاهوما ولا تريدين المرور في تكساس؟
لويز: تعرفين شعوري تجاه تكساس... لا نريد الذهاب من هناك.
ثيلما: أعرف يا لويز، ولكننا هاربان لننجو بحياتنا! ألا تعتقدين أنه بإمكانك هذه المرة الذهاب استثنائياً؟
أعني، انظري إلى الخريطة. المنطقة الوحيدة بين أوكلاهوما والمكسيك هي تكساس!
لويز: ثيلما! لا أريد الكلام عن هذا الموضوع! والآن حاولي أن تجدي طريقاً آخر أو أعطني الخريطة لأجد أنا سواها هل تفهمين؟
ثيلما: كلا يا لويز. لماذا لم تخبريني عن ما حدث؟
إن لويز غير منطقية في التحدّث عن هذا الموضوع. وثيلما حائرة بسبب ردة فعل لويز ولكنها تضغط عليها أكثر.
لويز: أنا... أنا فقط... أنا لا أعتقد أن هذا هو المكان الذي أريد أن أُمسك به. أنني قمت بفعل شيء لـ... أن تفجري رأس أحدهم وسرواله إلى أسفل، صدقيني، إن تكساس هي آخر مكان تريدين أن تمسكي به. ثقي بي. الآن، قلت لا أريد الكلام عن هذا الموضوع.
تبدو لويز مهزوزة جداً. عيناها مسلطتان على الطريق ولكنها تمسك بالمقود بشدة بحيث أن مقبضها ابيضّ لونه.
انها لا تنظر إلى ثيلما. فجأة تمد يدها وتقفل الباب. تنتفض ثيلما عند هذه الحركة.
ثيلما: حسناً. سوف ندور حول تكساس لنصل إلى المكسيك.
هذا جنون.
خارجي – طريق – ارض زراعية – نهاراً.
يسير هال على ممر جانبي وهناك يرى شخصين كبيرين في السن يجلسان خارج المبنى، ويتوجه إلى باب المبنى فيقرعه.
داخلي – شقة لويز – نهاراً
لقطات متفرقة في شقة لويز الفارغة.
هنالك صور للويز وثيلما في المدرسة الثانوية.
المطبخ في غاية النظافة ولا شيء متروك على النضد.
سريرها في غاية الترتيب وبالقرب منه كومودينه عليها صورتها مع جيمي في إطار على شكل قلب.
كل شيء مرتب جداً ونظيف.
خارجي – مبنى شقة لويز – نهاراً
يسير هال إلى الخلف على الممر متجاوزاً الشخصين الكبيرين في السن. يقف، يستدير ويعود نحوهم. نراه يقف ويتكلم معهما.
موسيقى خارجيه:
داخلي. سيارة – نهاراً
تقوم ثيلما ولويز بالغناء بمصاحبة الموسيقى.
ثيلما/لويز (يشيران) ياه، ياه، ياه، ياه، ياه، ياه!
خارجي – تقاطع طريق – نهاراً
يقف عابر السبيل على جانب الطريق. تنظر ثيلما إلى لويز متوسّلة
تقف لويز ويقف هو ويجلس على المقعد الخلفي. تتحرك ثيلما كاللعبة وتنظر إليه مواجهة.
داخلي/خارجي. مقهى – نهاراً
يسير هال نحو المقهى حيث تعمل لويز. لقطات متعددة له وهو يخاطب الموظفين الآخرين. البرت، نادلة، الخ. البعض يغلق فمه عندما يلاحظ أسكتشات لصور لويز وثيلما. المدير النهاري يأتي ينظر إلى الصور ويخاطب هال.
داخلي. سيارة
تقوم ثيلما بتقديم المأكولات والمشروبات لعابر السبيل ولويز.
خارجي. منزل ثيلما – نهاراً
تتحرك سيارة هال البوليسية التي لا تحمل إشارة بوليس. سيارة كورفيت كاملة التجهيز مركونة في الممر.
داخلي. سيارة
ينحني عابر السبيل متّكئاً بذقنه على خلفية المقعد الأمامي.
ثيلما: إذا يا جـ.د ماذا تدرس في المدرسة؟
جـ.د: الطبيعة الإنسانية. أنا أتخصص في علم السلوك.
لويز: وماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
جـ.د: نادل.
تضحك لويز. لقد جذبها هي الأخرى.
خارجي – منزل ثيلما – نهاراً
يسير هال عند الممر الجانبي بينما يفتح الباب الأمامي فجأة ليظهر داريل السكران يلبس سروالاً من هاواي وكمية من العقود، وفي يده علبة بيرة.
داخلي- منزل ثيلما – نهاراً
يجلس هال وداريل في الصالة وصوت التلفزيون يملأ القاعة.
على المائدة صور وصحف. صورة مقرّبة لوجه داريل.
داريل: ماذا؟!
قطع إلى:
داخلي. منزل ثيلما – الصالة – نهاراً
صورة مقرّبة جداً لوجه داريل.
داريل: ماذا؟!!
خارجي – طريق سريع ريفي – نهاراً
جـ.د. (مخاطباً ثيلما) إذا ماذا جرى لكي لا تنجبي اطفالاً؟
ثيلما: داريل، زوجي، يقول أنه غير مستعد لذلك. فهو بحد ذاته طفلاً. وهو فخور بأنه ما زال طفلاً.
لويز: لديه الشيء الكثير ليتفاخر به.
ثيلما: لويز وداريل لا ينسجمان معاً.
لويز: أنت تبسّطين الأمر.
ثيلما: انها تعتقد أنه خنزير.
لويز: إنه حقاً عمل فذ.
جـ.د.: هل تزوجتما وأنتما في سنّ صغيرة؟
ثيلما: اربع وعشرون ليس سناً صغيراً. كنا قد ترافقنا لمدة عشر سنوات قبل أن نتزوج. لم أرافق أحداً سواه.
جـ. د.: حسناً، إذا كان قولي لا يزعجك فهو حقاً حمار.
ثيلما: لا بأس. إنه حمار حقاً. أنا أترك الموضوع ينزلق كل الوقت ينظر جـ.د. إلى الطريق إلى نقطة بعيدة فيها.
جـ.د.: من الأفضل أن تبطئي سرعتك. هنالك شرطي.
تنظر لويز إلى الأرض فترى سيارة شرطة سير تأتي باتجاههم. لا يبدو عليها الاضطراب ولكنها تأخذ جانب الطريق نحو ممر للوقوف محاط بالشجر والأعشاب التي تحجب المشهد عن الطريق.
تنزلق إلى هناك بينما تمر سيارة الشرطة على الجانب الآخر دون أن تراهم.
تعود لويز وتنزلق يميناً نحو الطريق وكأن شيئاً لم يكن اطلاقاً. يدركان أن أحداً لم يلحظهما. ينظر جـ.ي. ولويز إلى بعضهما البعض.
جـ.د. ربما لديك بضع مخالفات توقّف؟
لويز: سوف نصحبك إلى مدينة أوكلاهوما وبعد ذلك عليك أن تتجه لوحدك.
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
يقف هال مخاطباً رجل وكالة المخابرات المركزية على الهاتف.
يجلس داريل على كرسي مذهولاً. يتحرك حول المنزل بعض العاملين على التحقيقات.
هال: البصمات الموجودة على جسم السيارة تطابق بصمات ثيلما ديكينسون.
داخلي – مكتب وكالة المخابرات المركزية – نهاراً
رجل الوكالة ماكس ستراتون في الأربيعنيات ينظر إلى الرسومات التشبيهية للويز وثيلما.
ماكس: حسناً، سوف أكون ملعوناً. أليس هذا غريباً.
داخلي – منزل ثيلما – نهاراً
هال: والزوج يقول ان هنالك بندقية مفقودة. أخذت أشياء عديدة. يبدو أنها كانت تخطط للبقاء فترة طويلة. الغريب أن زوجها يقول انها لم تلمس تلك البندقية في حياتها، لقد أحضرها لها لأنه يتأخر خارج البيت كثيراً. ولكنه قال أنها لم تلمسها، ولم تتعلم كيف تستعملها، فقط تركتها في الدرج لسنين.
داخلي – مكتب وكالة المخابرات المركزية – نهاراً
ماكس: ما نوع تلك البندقية؟
هال (صوت خارجي): A.38
ماكس: صحيح. أين هم الآن؟
داخلى. منزل ثيلما – نهاراً
هال: نحن نبحث. لقد كانتا في طريقهما إلى كابينة احدهم ولكنهما لم تظهرا. نحن نبحث نأمل أن تكون أنت تبحث أيضاً.
خارجي – فندق شو للاسترخاء – الغسق
تدخل لويز وثيلما و جـ.د. نحو مرآب الفندق.
لويز: يجب أن أدخل لبضع دقائق.
تنظر لويز إلى جـ.د. في المقعد الخلفي وتأخذ المفاتيح خارج فتحة التشغيل.
لويز: من الأفضل لكما أنتما الاثنان أن تخرجا وتودعا بعضكما.
تخرج لويز من السيارة وتدخل إلى المكان.
داخلي – مكتب الفندق – ليلاً
امرأة أكبر سنّاً تجلس أمام الحاسوب وتنظر في شاشته.
لويز: لويز اليزابيث سوبار. هل أنت متأكدة؟
المرأة: لا شيء. لم يأت شيء اليوم بتاتاً.
تستدير لويز وترى ثيلما تزحف نحو المقعد الخلفي مع جـ.د.
لويز: أليس هنالك شيء تحت اسم الخوخ؟ راجعي تحت كلمة خوخ.
المرأة: كلا، لا شيء تحت كلمة خوخ أيضاً.
يأتي رجل من خلف لويز ويقف خلفها مباشرة.
الرجل (جيمي) هل قلت خوخ؟ هذه هي الكلمة السرية! دعيها ترى ما الذي فازت به، يادون.
يسقط من يده ظرفاً أمامها. لويز تستدير مذهولة إلى الوراء بسرعة.
جيمي: مرحباً، أيتها الخوخات.
لويز: يا الهي! جيمي! أنت يا الهي! ماذا تفعل هنا؟
جيمي: (مخاطباً المرأة) هل بإمكاننا الحصول على غرفة أخرى؟ فقط ضعيها على بطاقة ائتماني.
تسلمهما المرأة مفتاحاً.
المرأة: استديرا إلى الخلف.
خارجي – مرآب الفندق – ليلاً
لويز وجيمي يسيران إلى الخارج ويمسكا بثيلما التي تجلس ملاصقة جـ.د. ترى ثيلما جيمي فتذهل وتصرخ وترمي بنفسها بدون إرادة نحو المقعد الخلفي نحو الجهة الأخرى من السيارة. تحاول أن تتمالك نفسها.
ثيلما: جيمي! مرحباً، أيها الغريب. ماذا تفعل هنا بحق السماء؟
جيمي: لا تسأليني أسئلة، وسوف لا أكذب عليك.
ثيلما: اجابة جيّدة. ومثلها مضاعف بالنسبة لي.
جيمي: من هو صديقك؟
يتسلق جـ.د. خارج السيارة، وعلامات الانزعاج بادية عليه.
ثيلما: هذا جـ.د.إنه تلميذ. لقد قمنا بتوصيلة إلى هنا فقط. وبعد ذلك عليه أن يذهب بمفرده. وهذا ما يفعله. انه ذاهب. أليس كذلك يا جـ.د.؟
جـ.د.: نعم. شكراً للتوصيلة. فليحفظكم جميعاً الله.
يستدير بسرعة ويسير بعيداً باتجاه الطريق.
ثيلما (تراقبه): نعم، ها هو ذا يذهب. أحب أن اراقبه وهو يفعل ذلك.
لويز (مخاطبة جيمي) ثيلما معجبة به نوعاً ما.
جيمي يبتسم.
جيمي (مخاطباً ثيلما) حسناً، تعالي يا بنيّة، لقد أخذت لك غرفة. باستطاعتك دخولها وأخذ حمام بارد منعش.
ثيلما: لا تؤاخذني يا جيمي، فأنا فقط امرأة شرسة.
جيمي: لطالما عرفت ذلك.
ثيلما: خارجة عن القانون عادية.
تصيب لويز ثيلما بنظرة حادة. يتجه ثلاثتهم نحو خلفية الفندق.
تستدير ثيلما وتنظر نحو الطريق. جـ.د. يقف هناك يرسل لها قبلة في الهواء.
خارجي. غرفة فندق-ليلاً
يقف الجميع أمام غرف الفندق ويترجلون خارج السيارة.
لويز: دعوني أدخل لأنعش نفسي دقيقة من الزمن. أنا بحاجة إلى أن أغسل وجهي، كما تعلمين.
تخرج ثيلما حوائجهم من صندوق السيارة.
جيمي: حسناً، يا عزيزتي. لا أريد ان استعجلك. أريد فقط أن أتكلم معك و....(هامساً)... اختلي بك لوحدي. سوف أكون في غرفتي، 115، انزلي إليّ عندما تستطيعين ذلك. يقف عند الباب.
جيمي: سوف أكون بانتظارك.
تبتسم لويز له متسائلة وكأنها لا تصدق أنه يتصرف على هذا النحو.
يستدير وينسحب بعيداً.
ثيلما: لا يهمني ما تقولينه بشأنه. فالرجل مغرم بك تماماً.
لويز: هو دائماً كذلك طالما أنا أركض في الاتجاه المعاكس. لا تدعيه يخدعك، فهو لا يختلف عن أي رجل آخر. انه يعرف فن الملاحقة وهذا هو الأمر. بمجرد أن يمسك بك، لا يدري ماذا يفعل. ولذلك فهو يركض مبتعداً.
ثيلما: سمعت ذلك.
داخلي – غرفة الفندق – ليلاً
يغلقا باب غرفتهما – تضع لويز الظرف الذي يحتوي على المال فوق المائدة.
لويز (تشير إلى الظرف) مستقبلنا.
تخرج لويز أدوات التجميل من محفظتها. تقف بقرب المرآة تضع خطوط الشفاة. تراقبها ثيلما.
ثيلما: إذا ماذا ستقولين له؟
لويز: لا شيء. لن أقول له شيئاً. ما يمكن أن افعله هو أن لا أقحمه في الموضوع أكثر مما هو مقحم الآن.
ثيلما: انت فعلاً لطيفة في تعاملك مع هذا الرجل، أنت فعلاً كذلك.
تخيلي انك لا تريدين أن تقحميه في هذا الموضوع. انه رجل محظوظ.
ما زالت لويز تتجمّل، وتتأكد من أن تجمّلها كاملاً.
لويز: لم أطلب منه المجيء! ان الموضوع كما قلت يا ثيلما فهو يحب الملاحقة.
ثيلما: حسناً لك يا حبي. فقد أصبح عمله جاهزاً الآن، أليس كذلك؟
لويز: أقفلي الموضوع، يا ثيلما! هو صعب بما فيه الكفاية. فقط اتركيني انتهي من هذا الموضوع. ابقي هنا واحرسي المال. في حال حدوث أية مشكلة أنا في الغرفة 115.
ثيلما: لن انتظر فوق.
تستدير لويز لتواجه ثيلما.
لويز: كيف أبدو؟
ثيلما: أنت صورة خيالية، يا لويز صورة رائعة، أنت دائماً كذلك.
لويز: خذي كأسا آخر يا ثيلما.
تسير لويز خارج الباب.
ثيلما: فكرة جيدة.
خارجي – غرفة الفندق – ليلاً
إنها تمطر في الخارج. تذهب لويز إلى غرفة جيمي.
تدق لويز باب الغرفة 115. يفتح الباب قليلاً وتخرج منه وردة حمراء.
لويز: مرحباً..
جيمي (بصوت مصطنع) من الطارق؟
لويز : إنني أنا.
الاحدى عشرة وردة الباقية تخرج من الباب، ثم تشد لويز إلى الداخل فتسمع صوتها يصرخ ضاحكاً.
داخلي – غرفة ثيلما في الفندق – مساءً.
أخذت ثيلما حماماً وهي تلبس ملابس خفيفة. شعرها ما زال رطباً ولكنها تبدو أفضل بكثير مما هي عندما دخلت. تجهّز ثيلما شرابا من الوايلد توركي والدايت سفن أب في احدى كؤوس غرفة الفندق.
يقرع الباب. تتوقف عن ما تفعله وتقف ساكنة.
ثيلما: لويز.
يقرع الباب من جديد
ثيلما: لويز، هل هذا أنت؟
جـ.د. (من خارج الباب) ثيلما ؟ هذا أنا.
تفتح ثيلما الباب وهناك يقف جـ.د.، مبللاً بالمطر الذي ما زال ينهمر خلفه.
جـ.د.: لقد فكرت انني... أعرف انه كان عليّ المغادرة، ولكن...
إنه ينظر إلى الطريق. ما زال يشعر بقليل من الخجل.
جـ.د.: لم يحالفني الحظ بإيجاد من يوصلني.
يلاحظ من نظرته إلى ما ورائها في الغرفة أن لويز ليست هناك.
ثيلما فقط تقف وتنظر إليه.
جـ.د. حسناً، أعتقد أنه من الأفضل...
ثيلما : انتظر....! أمم، إلى أين انت ذاهب؟
جـ.د: لا أدري. لا مكان، ماذا تفعلين؟
ثيلما: انا لا أدري. لا شيء. اخذت حماماً.
جـ.د.: هذا شيء لطيف.
ثيلما: حسناً، هل ترغب في استخدام الحمام؟
بإمكاننا أن نرى أنه يريد ذلك ولكنه لا يريد قوله.
ولذلك فبدلاً من ذلك يقف هناك وعلى وجهه جهامة.
جـ.د.: آه    أنا..... أين لويز؟
ثيلما: انها خرجت مع جيمي، صديقها.
جـ.د.: وهذا شيء موحش بالنسبة لك، كما اعتقد. فأنا دائما أرى غرف الفندق كمكان موحش.
تتظاهر ثيلما انها قد مرّت بتجارب عديدة في مثل هذه الأمور.
ثيلما: (تتركه على الباب) آه، نعم، حسناً، فهي يمكن أن تكون كذلك.
داخلي. غرفة جيمي. ليلاً.
يسكب جيمي شمبانيا في كأس لويز. هنالك دسته ورد في زهرية على المائدة. يسكب لنفسه وهو يجلس أقرب ما يمكن من لويز.
جيمي: الآن، يا حُبيبة جوز الهند الصغيرة، ما المشكلة هنا؟
اخبري بابا كل شيء.
لويز (مشمئزة) جيمي، والدي ما زال حياً وعندما تقول ذلك تشعرني بالتقزز...
جيمي: حسناً، حسناً، فقط قولي لي ما المشكلة.
تنظر لويز نحوه لدقيقة.
لويز: جيمي، لن أخبرك ما هي المشكلة.. يوماً ما سريعاً ما ستعرف لماذا لا أستطيع ذلك. ولكنني لن أقول لكن لذلك لا تسألني.
مرة ثانية يصاب جيمي بصدمة بسبب جديّتها الشديدة.
جيمي (فاقداً العثور على الكلمات المناسبة) حسناً، أيتها الخوخة،
حسناً. ولكن هل أستطيع سؤالك شيئاً.؟
لويز: ربما.
جيمي: هل لهذا علاقة بشخص آخر؟ هل أنت على علاقة به؟
لويز: انه ليس شيئاً من هذا القبيل.
جيمي (منفجراً) إذا ماذا؟ ماذا بحق الله يا لويز! إلى أين انتما ذاهبتان.؟
هل ستذهبان إلى الأبد؟ ماذا، هل قتلت أحداً أم ماذا؟
تدلق لويز كأس الشمبانيا
لويز: توقّف ! توقّف يا جيمي، وإلا سأترك الآن مباشرة.
أنا لا أمزح.
جيمي (يهدأ) حسناً، حسناً. أنا آسف.
يلزم الاثنان ثانية لاستعادة نفسيهما.
جيمي: هل بإمكاني أن اسألك شيئاً آخر.
لويز: ربما.
يخرج جيمي علبة سوداء صغيرة من جيبه.
جيمي: هل تلبسين هذا؟
يناول لويز العلبة. تفتحها فيجد بها خاتم الماس. تذهل لويز.
جيمي: هل تحاولي أن تري إن كان يناسبك؟
لويز: جيمي.... إنه جميل!
جيمي: لم تشاهدي إن كان مناسباً، هل فعلت؟
داخلي. غرفة موتيل ثيلما – ليلاً.
جـ.د. خارج الحمام يقف أمام المرآة يلبس سرواله الجينز، ونصفه الأعلى ما زال مفتوحاً وهو لا يرتدي قميصاً. جسده رائع وعلى كتفه وشم من النوع المصنوع في المنزل. ذهبت ثيلما واشترت بسكويت بالجبنة وبعض الفستق من آلة قريبه وهي تستعد لشرب كأسها الثاني من الوايلد توركي والسفن آب. تجلس على السرير، تراقبه في المرآة. هو يبدو أفضل من دون قميص. فجأة تشعر بشيء غريب فتقف.
ثيلما: هل تريد شراباً.
داخلي – غرفة جيمي – ليلاً
تلبس لويز دبلة الخطوبة في إصبعها. انها حقاً جميلة.
جيمي: إذا ما رأيك أعني.. أستطيع.. اوه.. احصل على وظيفة.
من أي نوع. أعني كنت تقولين لي ذلك لسنوات طويلة، اليس كذلك؟
لويز: لماذا الآن ، يا جيمي؟
جيمي (هذا شيء صعب عليه) لأنني يا لويز. لا أريد أن أفقدك.
ولا أدري لماذا فأنا أشعر انني سأفقدك نهائياً.
لاتدري لويز بما تجيب. تناضل من أجل الوصول إلى إجابة ما.
لويز: جيمي، لقد حاولنا كل هذه السنين... ولم نستطع أن نجعل الأمور تسير. لن نتمكن من أن فقط... لا أريد... أي نوع من العمل يا عزيزي؟
هل تستطيع أن تراه. أنا لا أستطيع.
لا يجيب جيمي مباشرة. يحاول أن يرى الأمور.
جيمي: أنا السبب... لم أدع الأشياء تسير. أنا فقط... أنا ليس لأنني لا أحبك. الأمر ليس كذلك. لم أتخيل أنني سأصبح في السادسة والثلاثين من العمر. ولم أفكر... لا أدري ماذا فكرت. ماذا تريدين يا عزيزتي. ماذا تريدينني أن أفعل.
لويز: لا أدري. لم يعد الأمر يعني بعد الآن. أريدك فقط أن تكون سعيداً... وليس الأمر أيضاً انني لا أحبك. ولكن جيمي، توقيتك للأمر جاء في أسوأ لحظة.
لا يدري جيمي حقاً لماذا يحدث هذا.
جيمي: هل أنت تفعلي هذا، لتقاصينني؟
لويز: صدّقني، آخر ما أريده هو أن أقاصصك.
داخلي – غرفة ثيلما في الفندق – ليلاً
سكبت ثيلما كأساً من الشراب لـ جـ.د. الذي يجلس على جانب السرير.
تسير نحوه لتناوله إياه، وهي تفعل ذلك يأخذ الكأس بيد ويدها بالثانية.
يضع الكأس على الكومودينة ويمسكها بيديه الاثنين. يدرس خاتم زفافها عن قرب. ثم ينظر إليها ويدرس تقاطيعها بنفس الدقّة. يهز رأسه ببطء وهو يخلع خاتم الزفاف من يدها وكأنما يقول. «هذا لا يناسبك. إنه لن ينجح».
ينظر إلى الخاتم وهو يحركه بالفضاء متوقفاً أخيراً عندما يصل الخاتم فوق الشراب فيسقطه هناك– يعاود النظر إلى ثيلما ويبتسم وكأنما يريد أن يقول، «هناك الا تشعرين بانك أفضل؟».
ويقبل يدها بفطنة.
داخلي. غرفة جيمي – ليلاً
تجلس لويز وجيمي على حافة السرير.
يضع جيمي الخاتم في إصبعها وكلاهما ينظران إليه بينما يمسك يدها بيده. الاثنان معجبان به.
جيمي: إنه يبدو جميلاً.
داخلي – غرفة ثيلما – ليلاً.
يقف جـ.د. أمام مائدة الزينة وحول رقبته منشفة تشبه القفطان.
جـ.د.: اسرع من سيارة تي بيرد خضراء مسرعة، تستطيع أن تجعل الاطفال يقفزون بدورة واحدة بعيداً عنها.
يقفز من أمام مائدة الزينة ويطير عبر الغرفه ليستقر على السرير مدغدغاً ثيلما.
جـ.د. (بصوته الرجولي العميق) مرحباً. هل أستطيع أن أحقق رغبتك بمعانقة؟
لم تتوقف ثيلما عن الضحك منذ أن جاء إلى الغرفة. إنه أعظم رجل رأته عيناها. إنه يشمَّ رقبتها كالكلب.
ثيلما ( تقهقه) توقف، توقف، توقف!
تحاول ثيلما أن تلتقط أنفاسها.
ثيلما: من أنت؟
يهجم جـ.د. عليها مرة ثانية.
جـ.د.: أنا الساحر العظيم، القوي..
ثيلما: جـ.د. ! قل لي فقط. أعرف أنك لست تلميذ مدرسة.
والآن تفضّل، لا أحد يقول لي هذا الخراء.
جـ.د.: أنا لست سوى شخصاً ما. شخصاً قد يكون المسؤول عنه يعاني نوبة قذرة بسببه.
تشهق ثيلما.
ثيلما: ماذا؟! شرطي مسؤول عن اطلاق سراحك؟. تعني أنك مجرم؟
جـ.د.: حسناً، ليس بعد الآن، يا ثيلما، لقد قمت فقط بمعانقه مشروطة، فأنا لم أفعل أي شيء خطأ.
ثيلما: ماذا فعلت؟
جـ.د.: أنا سارق.
ثيلما: أنت سارق بنوك؟
جـ.د.: كلا. لم أسرق بنكاً في حياتي.
ثيلما: ماذا؟
جـ.د.: حسناً فلقد سرقت محطة وقود مرة، وسرقت زوجاً من محلات بيع الخمور، وبعض محلات بيع الخضروات.
هذا كل شيء.
ثيلما: كيف؟
جـ.د.: حسناً، لقد أصابني الحظ وكنت هناك ويبدو أن هذا شيئاً اتقنته وهكذا أنا...
ثيلما (مقاطعاً) كلا، أعني كيف تمكنت من فعلها؟ هل تدخل خلسة وبسرعة أو تختبئ في الخارج إلى أن يقفل أم ماذا؟
جـ.د.: كلا يا عزيزتي، فهذا يكون سطواً. لم يلق القبض عليّ مرة واحدة بسبب السطو، إن السطو للجبناء القذرين. إذا ما أردت سرقة واحد من الناس فعليك أن تذهبي مباشرة نحوه وتقومين بها.خذي المال فقط هذه سرقة. وهذه عملية متكاملة أخرى.
ثيلما: قل لي.
جـ.د.: حسناً، أولاً تختاري مكانك، ترينه، وتجلسين لتراقبينه فترة من الزمن. نعم، عليك الانتظار للحظة الملائمة، وهو شيء تدركينه بالفطرة ولا يمكن أن تتعلمينه. ثم تتحركين نحوه...
يقفز جـ.د. ويلتقط نشافة الشعر ويحملها وكأنها مسدس. ويبدأ في تمثيل العملية.
جـ.د.: وسوف أقول «حسناً، أيها السيدات والسادة، لنرى من سيكسب الجائزة لبقاءه هادئاً.
سيمون يقول لينبطح الجميع على الأرض. إذا لم يفقد أحدكم صوابه فلن يفقد رأسه. سيدي... أنت تقوم بعمل مشرّف. فقط افرغ هذه النقود في هذه الشنطة وسوف تحصل على قصة مذهلة لتخبرها لمن حولك من اصدقاء. وإن لم تفعل ذلك، فسوف تحصل على مزقة في إصبع قدمك. أنت من يقرّر». ثم أغادر المكان. هكذا ببساطة.
ثيلما: يا الهي. انت حقاً رجل لطيف في أدائك.
جـ.د.: لطالما آمنت أن السرقة المسلحة إذا ما تمّت بشكلها الصحيح فهي ليست تجربة مزعجة كليّاً.
ثيلما: يا إلهي أنت خارج عن القانون حقيقي!
جـ.د.: قد أكون خارجاً عن القانون ولكنك أنت من سرق قلبي.
ثيلما: وناعم أيضاً، أيها الصبي، أنت ناعم.
يتبادلان القبل بشبق.
ثيلما: أنت أفضل ما حصل لي منذ زمن طويل.
جـ.د.: أنت صيدي الصغير. أنت كذلك.
يطفئ جـ.د. النور.
داخلي. غرفة جيمي – ليلاً
لويز وجيمي منهمكان في عناق طويل وهما يمارسان الحب بهدوء.
جيمي متوهجاً.
جيمي: لويز؟ أعتقد أنك رائعة الجمال. أعني ذلك.
وقد كان هذا رأيي دائماً.
تبتسم منشرحة.
لويز: (تهمس) اعتقد أنك جميل أيضاً.
خارجي. فندق سيستا – الفجر
تقطيع مشاهد الصباح الباكر، سائق لوري يتسلق سيارته وبيده ترموس فضي. سناجيب تقفز حول المكان.
داخلي – مقهى الفندق – الفَجْر
قطرات القهوة بدأت تدخل إبريق القهوة الفارغ. تجلس لويز وجيمي على مقعد مزدوج والإثنان متلاصقين.
والاثنان يلعبان بخواتم الخطوبة الخاصة بهم.
جيمي: لا تخافي يا عزيزتي.. سأقول أنني لم أجدك.
سأقول أي شيء تريدينه. سنجد طريقة ما لإخراجك من هذا المأزق، مهما كان.
لويز: اللعنة، يا جيمي، هل أخذت حبة دواء تجعلك تقول كل ما هو صحيح؟
جيمي: أنا مشدود إليك.
يجلسان دقيقة من الزمن.
جيمي: عزيزتي؟ أوووم.... هل تريدينني أن أرافقك؟
ينظران إلى بعضهما البعض ونحو بعضهما فيرى جيمي أن لويز قد غادرت المكان. تأثرت لويز جداً لقوله هذا ولكنها من المستحيل أن تأخذه معها وكانت لطيفة جداً معه.
لويز: آه... الآن... ربما لا تكون هذه فكرة جيدة الآن. سوف... الحقك في ما بعد، على الطريق.
كانت تحمل في يدها الخاتم داخل العلبة السوداء.
تضعه على المائدة وتدفعه إليه ثانية. يوقفها فجأة. ويغطي يدها بيده.
جيمي: احتفظي بهذا.
يحاول جيمي أن يخفي اضطرابه، ولذلك فهو هادئ جداً.
يقف تاكسي في الخارج.
لويز: وصل التاكسي الخاص بك.
يشدها جيمي نحوه ويقبلها بشبق بحيث أن موظفي المقهى يديرون وجههم بعيداً. أحد الطباخين يستخدم مجرفته كمروحة. سائق التاكسي، الذي يستطيع النظر إلى الداخل. ينظر إلى ساعته.
جيمي: هل أنت سعيدة يا لويز؟ أنا أريدك فقط أن تكوني سعيدة. تنظر لويز إلى يدها ويد جيمي.
لويز: أنا سعيدة. يا عزيزتي. سعيدة بالقدر الذي يمكنني أن أكونه.
ينهض جيمي ويترك القهوة. تراقبه لويز وهو يذهب.
تأتي نادلة وتملأ فنجانها قهوة.
النادلة: شيء جيد انه غادر في هذا الوقت. ظننا أنه كان علينا أن نطفئ النار.
تضحك النادلة وكذلك الباقون. تلوح لويز بيدها وهو في خلفية التاكسي. سائق التاكسي يغمزها – تضحك لنفسها.
داخلي. غرفة ثيلما. صباحاً.
الغرفة مليئة بالزبالة. جـ.د. وثيلما نائمان عاريان وقد ازاحا جانبي السرير.
جـ.د. يبدأ في التحرك..
داخلي. غرفة نوم هال. صباحاً
هال داخل السرير مع زوجته. عليه أن ينهض. إنه يمسك بزوجته بين ذراعيه.
هال: عزيزتي؟
ساره: نعم، يا حبيبي.
هال: هل تعتقدين أنه بإمكانك إطلاق النار على شخص ما؟
سارة: ماذا؟
هال: هل بإمكانك تخيّل مجموعة أحداث قد تؤدي بك إلى الصراخ وإطلاق النار على أحدهم؟
سارة: بإمكاني إطلاق النار على ابن عمك أيدي.
هل: لماذا؟
سارة: لأنه حمار عديم الإحساس.
هال: انا اسألك جدّياً هل تطلقين النار على شخص غريب؟
سارة: لا أدري، يا عزيزي، فإن الأمر يتوقف علي.
هال: على ماذا؟
سارة: (محاولة تصويره) ربما اذا ما كانوا يريدون إيذاءك أو إيذاء أحد الأولاد. أنا متأكدة انه بإمكاني اطلاق النار على من يحاول إيذاء أحد الأولاد.
هال: نعم، وأنا ممكن أن أفعل ذلك. ولكن.. لا أدري حتى لماذا أنا أسألك هذا السؤال. انه فقط...
لا يمكننا وضع أحد في المشهد سوى هاتان الفتاتين اللتين يقسم الجميع انهما كقطعة الحلوى. لا أدري.
ما فتئت اسمع كلمات من نوع... مستحيل... غير معقول. لو أن إنساناً واحداً فقط يقول...
سارة: عزيزي. لا شيء مستحيل. أنك لا تطلق النار على أحد هكذا بلا سبب. ربما هو الذي جلب لنفسه ذلك.
على أي حال ربما يكون زوج أحد السيدات الذي أصاب هارلان.





(تتمة العدد السابق)
هال: هذا ما يقوله الجميع. المشكلة أنه لم يكن هناك.
أي من الأزواج غائباً تلك الليلة... هل باستطاعتك إطلاق النار على أيدي وجهاً لوجه؟ على نقطة مرمى البندقية؟
سارة (وهي تفكر) في ساقه.
هال: (ينهض) علي أن أذهب إلى ليتل روك.
داخلي. مقهى. صباحاً
تجلس لويز لوحدها على مائدة طويلة تأتي ثيلما مسرعةً. تبدو مضطربة وعليها مظهر البله. ترى لويز فتنطلق نحو المقهى.
حيويتها وحجمها أكبر ممن حولها من رواد المقهى. فهنالك الآن زوج من الزبائن. تنزل ثيلما في المقعد الطويل وتجلس مباشرة في مواجهة لويز.
ثيلما: مرحباً.
أذهلها مظهر ثيلما.
لويز: ما الذي جرى لشعرك؟
ثيلما: لا شيء. لقد فقد شكله.
تقوم لويز بدراسة تفصيلية لثيلما بينما تدخل في مقعدها وهي بالكاد تستطيع أن تتمالك نفسها.
لويز: ما بالك؟
ثيلما: لا شيء. لماذا؟ هل أبدو مختلفة؟
لويز: نعم. ما دمت قد ذكرت ذلك الآن. عليك مظهر الجنون. وكأنك تحت تأثير المخدرات.
ثيلما: حسناً، انا لست مخدّرة. ولكنني قد أكون مجنونة.
لويز: (تهز رأسها) لا أظن انني أريد سماع ما تريدين قوله لي.
ثيلما على وشك الصراخ عندما تأتي النادلة وتضع فنجان قهوة على المائدة وتسكب فيه القهوة. تمسك ثيلما نفسها برهة من الزمن ثم تفقد زمام أمرها.
ثيلما: يا إلهي، يا لويز !!! لا أستطيع أن أصدّق الأمر! حقاً لا أستطيع أن أصدّق الأمر! أعني... هو!!!
تضحك ثيلما ضحكة هيستيرية. تفهم لويز فجأة.
لويز: أوه، ثيلما. أوه، كلا.
ثيلما: أخيراً فهمت على ماذا هذه البلبلة، هذه مجرد لعبة كرة أخرى!
لويز: ثيلما، رجاء تمالكي نفسك. أنت تفضحيننا.
ثيلما: هل تعرفين يا لويز، من المفروض انك أعز صديقاتي. من المفروض أن تكوني سعيدة قليلاً من أجلي. يمكنك على الأقل ان تتظاهري انك سعيدة قليلاً لأنني ولمرة وحيدة في حياتي حظيت بتجربة جنسية ليست مقرفة بشكل كامل.
لويز: انا آسفة، انا سعيدة. انا سعيدة جداً من أجلك انا سعيده أنك أمضيت وقتاً حلواً. لقد آن الأوان. أين هو الآن؟
ثيلما: يستحم.
لويز: لقد تركت ذلك الشاب لوحده في الغرفة؟
ينتاب لويز إحساس سيء. لقد وقفت ووضعت المال على المائدة.
لويز: أين المال، يا ثيلما؟
لقد نسيت ثيلما موضوع المال.
ثيلما: اممم... انه على المائدة. إنه بأمان.
غادرتا سوياً المطعم الآن.
وبينما تضربان الباب تركضان كلتاهما.
ثيلما: لا أذكر.
خارجي. كاراج الموتيل- نهاراً
تجتازا أرض الكاراج من الخلف نحو الغرفة. الباب مفتوح ولا أحد في الغرفة.. تدخل لويز وتبقى ثيلما خارج الباب.
ثيلما: اللعنة! لم أكن محظوظة مرة في حياتي! ولا مرة واحدة!
تخرج لويز عائدة. لا تنبس بكلمة. تبدو متجمدة تحارب الدموع.
ثيلما: خراء. ذلك الحقير سرقني. أنا لا أصدق ذلك.
تجلس لويز على الممر الجانبي أمام الغرفة. تأتي ثيلما وتجلس بقربها.
لا تتكلمان لفترة من الزمن.
ثيلما: لويز؟ هل أنت بخير؟
تهز لويز رأسها بكلاّ.
ثيلما: لويز... لا بأس في ذلك لويز؟ أنا آسفة. أنا أعني ذلك.
لقد رأت لويز نهاية النفق وليس هنالك أي نور.
لويز: الموضوع ليس لا بأس، ثيلما. حتماً انه ليس لا بأس. لا شيء من هذا لا بأس به. ماذا سنفعل لنحصل على المال؟ بماذا سنشتري الوقود؟ بنظراتنا الحلوة؟ أعني... اللعنة، يا ثيلما!
تبدأ لويز بالتلاشي بهدوء. وهذا يجعل ثيلما تقفز متحركة؟
ثيلما: تعالي. انهضى ! لا تضطربي بسبب هذا الموضوع. سوف أتعهده انا. فقط لا تضطربي بسببه. احضري حاجياتك.
ما زالت لويز تجلس على الممر الجانبي.
ثيلما: تعالي! اللعنة، أحضري حاجياتك ودعينا نخرج من هنا!
تقف لويز ببطء على أقدامها.
ثيلما: تحركي!
(مخاطبة نفسها) يا الهي، خذي وقتك اللعين.
تخرج ثيلما أشياءً من السيارة.
خارجي. كاراج الفنق. صباحاً.
لقطة مقربة جداً للعجل الخلفي لسيارة التي بيرد الخضراء وهي تتحرك خارج أرض الكاراج. ثيلما ولويز تبدوان أقسى قليلاً مما شاهدناهما حتى الآن وهما تنطلقان بعيداً.
خارجي. منزل ثيلما. نهاراً.
يقف هال رجل المخابرات المركزية ومعه مجموعة من رجال البوليس والتحري أمام الباب. يفتح الباب الأمامي ويقف داريل وكأنه قذيفة أطلقها مدفع.
خارجي. شارع. نهاراً
تقف لويز وثيلما أمام مخزن حاجيات.
داخلي. منزل ثيلما. نهاراً
يضع البوليس مسجّلاً على الهواتف ويغطي الأماكن بالغبار للحصول على بصمات...الخ بينما يجلس داريل بلا حراك على كرسيه وعلى وجهه تعبير بليد.
هال (مخاطباً داريل) لقد وضعنا مسجّلا على هاتفك. حيث انها قد تتصل بك.
يأتي ماكس وينضّم إليهم وهم يسيرون عبر الممر.
ماكس: سوف نترك واحداً هنا في المنزل فيما اذا اتصلت بك.
سوف يبقى واحد هنا حتى نجدهم.
هال: اهم ما في الأمر ان لا تظهر أنك تعرف شيئاً.
نحاول أن نعرف مكانهما. والآن لا أريد أن اتدخل بما هو شخصي ولكن هل علاقتك بزوجتك جيدة؟ هل أنت قريب منها؟
داريل: نعم، على ما أظن. أعني، أنا قريب بالقدر الذي أستطيعه من حالة جنون كهذه.
ماكس: حسناً، اذا ما اتصلت، فقط كن لطيفاً وكأنك سعيد لسماعها.
كما تعلم، وكأنك فعلاً تفتقدها. النساء يحببن مثل هذه الأمور التافهة.
خارجي. مخزن حاجيات. نهاراً
ثيلما ولويز تجلسان في السيارة. وضعا كل ما يملكان من مال معاً.
لويز: ثمانية وثمانون دولاراً لن يفعلا شيئاً يا طفلتي الصغيرة.
ثيلما (تخرج من السيارة) لا تأبهي بذلك. هل تريدين شيئاً؟
لويز: كلا.
تسير ثيلما نحو المخزن بسرعة. تضع لويز شريطاً في المسجل وتستمع إلى موسيقى عالية. تنظر إلى نفسها في المرآة التي تظهر الخلف، تأخذ أحمر الشفاه وهي على وشك أن تضعه. ترى نفسها مباشرة في المرآة وبدلاً عن ذلك، ترميه إلى خارج النافذة. تغمض عيناها وتطوي رأسها إلى الخلف على المقعد. إنها تسبح في عالم من الخراء.
تأتي ثيلما راكضة خارج المخزن وتقفز إلى داخل السيارة.
ثيلما (مقطعة الأنفاس) انطلقي !
تنظر لويز إليها.
ثيلما: انطلقي! انطلقي بعيداً!
لويز (تتحرك بعيداً) ماذا حدث؟
تفتح ثيلما محفظتها وفي وسطها شنطة مليئة بالأوراق النقدية.
لويز: ماذا؟ هل سرقت المخزن؟ هل سرقت المخزن الملعون؟
تصرخ ثيلما متحمسة. تجمد لويز كليّاً.
ثيلما: حسناً! نحن بحاجة إلى النقود! إنها ليست كأنني قتلت أحداً، بحق الله.
ترمقها لويز بنظرة قاسية. تضع السيارة في وضع الانطلاق وتخرج من الكاراج. ما زالت تنظر إلى ثيلما وكأنها قد فقدت عقلها كليّاً.
ثيلما: أنا آسفة. حسناً، نحن بحاجة إلى النقود.
والآن حصلنا عليها.
لويز: هذا خراء، يا ثيلما !! خراء! خراء! خراء!
ثيلما (بشدّة) والآن جاءتك قبضة، يا لويز! وعليك أن تقودينا إلى مكسيكو اللعينة، فهل تفعلين ذلك!
لويز: حسناً. خراء يا ثيلما! ماذا ستفعلين؟ أعني، ماذا قلت؟
ثيلما: حسناً، انا فقط...
داخلي. محطة وبوليس-غرفة التحقيق-نهاراً
هال وماكس ومجموعة أخرى من رجال البوليس، وداريل يشاهدون التلفزيون الذي يعرض ثيلما في مخزن الحاجيات تسحب مسدساً. وما تقوله بفمها:
ثيلما (صوت خارجي) حسناً، أيها السيدات والسادة، لنرى من سيكسب الجائزة لبقائه هادئاً. لينبطح الجميع على الأرض وإذا لم يفقد أحدكم صوابه فلن يفقد رأسه...
لقطة مقرّبة جداً لوجه داريل وهو يغوص تدريجياً في حالة صدمة. لقطات مقرّبة جداً لهال، ماكس، الخ..
الجميع ينظرون بتركيز على الشاشة.
صورة فيديو لثيلما وهي تأمر بجسارة أمين الصندوق بأن يملأ حقيبتها بالنقود. وبينما هو يملأ حقيبتها بالأوراق النقدية فهي تأخذ اللحم المقدّد من مكان العرض وتضعه في حقيبتها. ايضاً، وهي توجه المسدس نحو أمين الصندوق.
ثيلما (صوت خارجي) (شريط الفيديو يعيد البث)
أنت يا سيدتي... أنت تقوم بعمل مشرّف. فقط افرغ هذه النقود في هذه الشنطة وستكون لديك قصة مذهلة لتقولها لمن حولك من أصدقاء.. وإذا لم تفعل ذلك، فتصاب بتمزّق في أصبع قدمك. انت تقرّر.
قطع إلى:
داخلي.سيارة.نهاراً
ثيلما ولويز داخل السيارة يسوقان.
لويز: (شيء لا يصدق) خراء.
قطع إلى:
داخلي.قسم البوليس غرفة التحقيق-نهاراً
لقطة مقرّبة جداً:
داريل: يا يسوع.
لقطة مقربة جداً: ماكس: يا رب.
لقطة مقرّبة جداً: هال: (مرهقاً) يا الهي.
خارجي. لقطة من السيارة المتحركة .نهارً
لويز: خراء عالي المستوى.
ثيلما: دعيني ارى الخريطة.
ترمي لويز الخريطة عبر المقعد الأمامي نحو ثيلما وتفتحها.
إظلام تدريجي نحو السواد.
إظلام تدريجي
داخلي. شقة جيمي.نهاراً.
يدخل جيمي باب العمارة. يحمل شنطة صغيرة. يجلس رجلان عند السلم. يقفان عندما يدخل. انهما رجلا بوليس بالملابس المدنية.
يظهران له شاراتهم. يذهب معهما.
خارجي. طريق-لقطة مقربة جداً- جـ.د. من الخلف-نهاراً
يبدو أكثر وضوحاً والمحفظة المحشوة في جيبه اليمين الخلفي.
يسير جـ.د. على الطريق ويتابع سيره بينما تتوقف سيارة بوليس تابع لولاية اوكلاهوما بمحاذاته. يبتسم ويرفع يده ملوحاً لهم كأصدقاء بينما يقفان ببطء عنده. نستطيع أن نرى الشرطي القريب منه يتكلم ثم نرى جـ.د. يتوقف عن السير ويضع شنطته جانباً. يبحث عن محفظته. من الواضح أنهم يطلبون منه إثبات هوية.
خارجي.طريق ريفي.نهاراً
لويز تسوق السيارة. يطيران بسرعة ويمران امام ولد يركب العجلة على ممر طويل بجانب الطريق. يتابعهما. غيمة كبيرة من الغبار تزعق أمامهما وهما يتجاوزنه. يستدير ويركب عجلته باتجاه المنزل.
داخلي. سيارة. نهاراً
ثيلما: لويز من الافضل أن تبطّئي سيرك. فلو أمسك بنا البوليس بسبب سرعتك سأموت.
تنظر لويز إلى عداد السرعة فتجده وصل إلى 80متر/الساعة فترفع رجلها عن دواسة البنزين. تبدو لويز عصبية قليلاً.
لويز: لأول مرة في حياتي تمنيت أن لا تكون هذه السيارة خضراء.
ثيلما: هل أنت متأكدة من انه علينا السياقة هكذا؟
في وضح النهار وكل شيء؟
لويز: كلا ليس علينا ذلك، ولكنني أريد وضع مسافة بيننا وبين مشهد جريمتنا الأخيرة!
ثيلما: اوووووي ي ي ! كان عليك أن تشاهدينني!
وكأنني كنت أقوم بذلك العمل طوال أيام حياتي! لا يمكن أن يصدق ذلك أحداً.
لويز: تعتقدين أنك وجدت هاتفك؟
ثيلما: ربما. ربما. نداء الانطلاق الوحشي!
تنبح ثيلما كالكلب وتشرب زجاجة صغيرة من الوايلد توركي.
لويز: أنت مضطربة.
ثيلما: نعم! أعتقد أنني كذلك!
داخلي.قسم بوليس-غرفة تحقيق-نهاراً
يقف جيمي في غرفة صغيرة مع هال وماكس ورجال شرطه آخرون وقد بدا عليهم الذهول.
جيمي: أقسم بالله انها رفضت البوح لي بأي شيء! يا يسوع! يجب أن تحاولوا العثور على ذلك الصبي الذي كان معهم.
هال: أخبرنا عنه.
جيمي: مجرد شاب صغير. حوالي العشرين من العمر.
شعره غامق.
جيمي حقاً مضطرب وعليه فعلاً النضال من أجل السيطرة على نفسه
جيمي (محاولاً تذكّره) قالتا انهما التقطاه على الطريق. وانه تلميذ. ولكنه لم يبدو سوّياً. ولكنه غادر عندما دخلتا إلى الفندق.
ماكس: هل انت واعٍ بأنك تواجه تهمة إضافية؟
هل: هذا شيء خطير، يا بني. فإن رجل قد مات.
جيمي: أعرف! لو كنت أعرف لأخبرتك! اللعنة. أعلم أن شيئاً ما قد حدث وإلا فإنها ما كانت لتغادر. أحاول أن اتذكر كل شيء! حاول أن تجد ذلك الولد اللعين. فلربما هو يعرف شيئاً.
خارجي. لقطة أثناء السياقة – نهاراً
ثيلما ولويز داخل السيارة. تخرج ثيلما زجاجات الوايلد توركي الفارغة من شنطة يدها وتلقي بها خارج النافذة.
لويز: إذاً ما هي الخطة يا ثيلما؟ هل ستبقين في حالة سكر؟
ثيلما: أحاول ذلك.
لويز: حشرة حقيرة.
يقتربان وهما يزأران من نصف نقل محّملة بأنابيب الغاز. نرى انعكاس عين السمكة في العربة المشعّة.
رذاذ الوحل، الصور الظلّية المشعة للنساء العاريات التى رأتاها ثيلما ولويز من قبل. الشاحنة تسير ابطأ منهما.
لويز: شيء عظيم. هذا يحدث دائماً عندما يكون الإنسان مستعجلاً. تنظر إلى الخارج لتكتشف إن كان بإمكانها المرور، ولكن هنالك سيارة قادمة. السيارة تمر والشاحنة تبطئ. سائق الشاحنة يمد ذراعه من النافذة ويلوح لهما لتتجاوزانه.
ثيلما: أليس هذا لطيفاً؟ سائقي الشاحنات دائما لطاف. احسن السائقين على الطريق.
وما أن تصلا بمحاذاة الشاحنة  يبتسم لهما السائق ويلوّح لهما بذراعه. تبتسمان وتلوحان له أيضاً. يمد لسانه لهم.
تصرخ لويز.
ثيلما/لويز: مقرف ! عديم الإحساس! يا الهي! آه يا الهي!
تحسم لويز الأمر وتسرع متجاوزة إياه.
ثيلما: يا للقرف! لماذا عليهم أن يفعلوا ذلك؟
لويز: يعتقدون انها تعجبنا. ربما يعتقدون أن هذا يثيرنا.
ترتجف لويز من القرف.
داخلي-قسم بوليس-غرفة التحقيق-نهاراً
ينظر جيمي إلى صور المشبوهين الصغار يعرضها البوليس.
يعرض هال على جيمي صورة مشبوه لـ جـ.د.
هال: هل هذا هو الشاب الذي رأيته معهم؟
جيمي (ينظر عن قرب) إنه هو.
ماكس (يصفق بيديه) آه، يا لليوم السعيد.
جيمي: يبدو أنك تمزح معي. هل رافقتا مجرماً؟
هال: سارق مسلّح.
جيمي: شيء عظيم.
ماكس (مخاطباً هال) سوف يحضرونه إلى هنا الآن.
لقد ألقي القبض عليه هذا الصباح لمخالفته العهد. وكذلك لوجود مبلغ من المال سرقه عندما كان هناك.
ولسوف ينزل هنا للمسائلة. أنا سعيد جداً.
جيمي (بعد أن سمع الكلام) كم كان مبلغ المال الذي وجد معه.
خارجي.محطة البوليس.نهاراً
وصل. جـ.د. ويداه مقيدتان إلى مبنى بوليس الولاية.
خارجي.طريق غير معبّده نهاراً
تدخل سيارة تي بيرد ارضاً تبدو وكأنها صحراء. رفع سقف التي بيرد.
داخلي.سيارة.نهاراً
لويز: ثيلما.
ثيلما: نعم.
لويز: أريدك أن تهاتفي داريل.
ثيلما: لماذا؟
لويز: لنعلم إذا كان يعرف أي شيء. وإذا ظننت أنه يعرف، فعليك أن تقفلي الخط لأن هذا يعني أن البوليس قد أخبره وربما يكون الهاتف مراقباً.
ثيلما: يا للهول يا لويز، يراقبوا الهاتف؟ هل تعتقدين ذلك؟
لويز: (مضطربة) اوه، ماذا تعتقدين. واحد مقتول وسرقة تحت قوة السلاح، يا ثيلما!
ثيلما: قتل واحد ! يا الهي، يا لويز، ألا نستطيع القول ان ذلك كان دفاعاً عن النفس؟
لويز: ولكن ذلك لم يكن كذلك! لقد هربنا ! كنا نسير مبتعدين!
ثيلما: إنهم لا يعرفون ذلك! كنا أنا وأنت هناك. اقول أنه حاول اغتصابي وكان عليك أن تقتلينه! أعني، ان هذه هي الحقيقة تقريباً!
لويز: لن ينفع ذلك.
ثيلما: ولما لا؟!
لويز: ليس هنالك أي إثبات مادي. لا نستطيع إثبات فعلته.
وربما لا نستطيع حتى اثبات انه لمسك حتى الآن.
يتوقف الاثنتان برهة من الزمن.
ثيلما: يا إلهي. القانون خراء مخادع، أليس كذلك؟
ثم:
ثيلما: كيف تعرفين عن كل هذه الأمور على أي حال؟
لا تجيب لويز السؤال.
لويز: بالإضافة إلى ذلك، ماذا نقول حول السرقة؟
ليس لنا أي عذر. ليس هنالك أي شيء يدعي سرقة مبررة.
ثيلما: حسناً ، يا لويز!
خارجي. طريق غير معبّد – لقطة هيليكوبتر – الغسق
بينما تغرب الشمس. تتجه سيارة التي بيرد إلى عمق الصحراء.
داخلي. قسم البوليس. ليلاً
يجلس داريل في الممر. يقود رجال البوليس جـ.د. نحو القاعة.
يتبعهم هال، ماكس ورجال بوليس آخرون بثياب عادية. ينظر داريل نحو هال متسائلاً. لا يتجاوب هال. وبسرعة تدخل الحاشية إلى أحد الغرف.
يقف داريل ويقطع القاعة نحو الغرفة بينما يغلق الباب في وجهه.
داريل (يصرخ عند الباب) هيي ! هيي!
جـ.د. من هذا المجنون؟
هال: هذا زوج ثيلما ديكنسون.
جـ.د. يا الهي.
داخلي. قسم البوليس-الممر- ليلاً
يحاول داريل فتح مقبض الباب، ولكن الباب مغلقاً.
داخلي. قسم البوليس-غرفة التحقيقات.ليلاً
هال، ماكس، جـ.د. ورجال شرطه آخرون. شاشة عرض منصوبه في الغرفة وهم يشاهدون شريط ثيلما في مخزن التموين.
جـ.د. (سعيداً) : حسناً ! قامت بالعمل على أكمل وجه! أليس كذلك؟
هال: حسناً يا بني إنها تقوم بمشهد لعين أفضل منك الآن.
ماكس: من أين حصلت على 6600 دولار نقداً؟
جـ.د. : صديق.
هال: تكلمنا مع احد الرجال اليوم والذي قال انه أرسل ما يقارب تلك الكميه لصالح السيده لويز سويار. هل تعرفها ايضاً؟
جـ.د: امم، نعم، كانت تسوق السيارة.
هال: قال انه أخذها إلى اوتيل صغير في مدينة اوكلاهوما. وهو ايضاً يقول في ذلك الوقت قابل رجلا ما. وقد تعرف عليك عبر مجموعة من صور المشبوهين. وقد اخبرنا أيضاً أنك انت والسيدة ديكنسون بدوتما «متلاصقان». هل هذا صحيح؟
جـ.د. يمكن أن تقول ان عقلينا تلاقيا، نعم.
ماكس: هل كنت تعلم أن السيدة ديكنسون والآنسة سويار مطلوبتان لعلاقتهما بجريمة قتل؟
جـ.د.: ماذا؟!
هال: هل اشارت اي منهما انها قد تكون هاربة من القانون؟
جـ.د. (متفاجئ لدى سماعه هذا) والآن بما انك ذكرت ذلك فأنهما كانتا متوثبتين قليلاً.
هال: هل تعلم ماذا؟ لقد بدأت تقلقني.
ماكس: حسناً. وأنا أيضاً.
يفكر هال قليلاً ثم ينظر نحو ماكس.
هال: هل لديك مانع في أن أكلمه دقيقة على انفراد.
يوافق ماكس ويفتح الباب للآخرين كي يغادروا. ينظر ماكس وهال إلى بعضهما عيناً بعين قبل أن يغلق ماكس الباب.
جـ.د. ماذا؟ ماذا فعلت؟
يجلس هال على الجهة الأخرى من المائدة وينظر إلى جـ.د.
هال: يا بني لدي إحساس حول شيء ما وأريد أن أعرف رأيك.
هل تعتقد أن ثيلما ديكنسون كانت لترتكب فعل سرقة مسلحة لو لم تأخذ أنت كل أموالهم؟
لا يقول جـ.د. شيئاً. يجلس الإثنان هناك لبرهة من الزمن.
هال: هل أكلت القطة لسانك؟
يغيّر جـ.د. موقعه على الكرسي.
ج.د.: كيف تدري أنني أنا الذي أخذتها؟ كيف تعرف أنهما هما اللتان أعطياني إياها؟
هال: هنالك فتاتان في الخارج لديهما فرصة. كان لديهما فرصة....! وأنت أضعتها عليهما. والآن هما واقعتان في مشكلة خطيرة. مشكلة خطيرة جداً. أعتبرك أنا مسؤولاً على الأقل عن جانب منها. وسأعتبرك مسؤولاً شخصياً عن أي شيء يحصل لهما. لا أشعر بأي تعاطف معك. ولكنني قد أكون الشخص الوحيد في العالم الذي سيدير ظهره لما سيحدث لهما وأنت إما أن تخبرني أي شيء تعرفه حتى يكون لدي فرصة ضئيلة لأفعل شيئاً جيداً في حقهما. وإلا فسأنقلب عليك كما تفعل الذبابة على الخراء طوال فترة حياتك الطبيعية. وستكون مهمتي في الحياة أن أجعلك بائساً. وهذا وعد صادق مني.
يسير هال بعيداً ويفتح الباب فيدخل ماكس والآخرون.
هال: والآن، أولا، لقد انتهكت حرمة إطلاق سراحك المشروط لمدة يومين في الخارج.وأنت تعرف طبيعة القاضي هايني. فهو يكره مثل هذه الأشياء. مجرد أن يصله خبر هذا، فسوف يطيّر السماء إلى أعلى. وعندما يجد أنك كنت ممن ساعد على ارتكاب جريمة وسرقة مسلحة، فأعتقد أننا سنعيد بأمان حجز مؤخرتك في الزنزانة للسنوات الثماني المتبقية من سجنك.
أليس كذلك؟
ماكس: آه، حتماً.
جـ.د. (مقتنعاً) حسناً. هل هنالك من يستطيع تسجيل هذا الأمر؟
داخلي. قسم البوليس. ليلاً.
يجلس داريل في الممر. يأتي هال خارج الغرفة أولاً.
هال: السيد ديكنسون، إذا استطعت أن تبقى قليلاً فأنا أريد كلمة معك وبعد ذلك نأخذك إلى المنزل.
يعود رجال البوليس جـ.د. خارج غرفة التحقيق، نحو القاعة. داريل يراقب جـ.د. عن كثب. جـ.د. يقابله بابتسامة متكلفة.
جـ.د. (بخبث مخاطباً داريل) انا معجب بزوجتك.
داريل (يسير وراءه) ارجع هنا أيها الخراء الحقير!
هال ورجل بوليس آخر يمنعان داريل من ملاحقته. يبعد جـ.د. عبر القاعة.
خارجي.محطة وقود.ليلاً
يتقدم عامل في محطة الوقود نحو ثيلما ولويز وهما يخرجان من السيارة.
لويز (مخاطبة العامل) املأها كاملة.
(مخاطبة ثيلما) هنالك هاتف.
ثيلما: لننتهي من هذا الأمر.
تسير ثيلما ولويز نحو الهاتف.
لويز: أنا لا أمزح، ثيلما، إذا اعتقدت أنه يعرف، وحتى لو لم تكوني متأكدة، اقطعي الاتصال.
داخلي.منزل ثيلما-ليلاً
التلفاز مشغول والمكان في حالة يرثى لها.
ينطلق داريل وهال وماكس وباقي رجال البوليس نحو العمل، عندما يسمعون جرس الهاتف وقد وضعوا أجهزة تنصّت على آذانهم وأداروا المسجلات. يتناول داريل الهاتف.
داريل: مرحباً.
خارجي. هاتف عمومي. ليلاً
ثيلما: داريل. هذه أنا.
داخلي.منزل ثيلما-ليلاً
هال، ماكس. الخ جميعهم يشيرون إشارات وحشية.
داريل (بمشاعر صداقة حقيقية) ثيلما! مرحباً!
خارجي-هاتف عمومي
تقفل ثيلما الهاتف.
ثيلما (في الواقع) إنه يعلم.
داخلي-منزل ثيلما-ليلاً
الجميع في حالة خيبة أمل قصوى، وقد خلعوا أجهزة التنصّت.
واقفلوا أجهزة التسجيل وينظرون نحو داريل وكأنه أبله.
هال: خراء.
مازال داريل يمسك الهاتف بيده.
داريل: ماذا؟! كل الذي قلته مرحباً.
خارجي.هاتف عمومي-ليلاً
ثيلما ولويز ينظران إلى بعضهما البعض نظرة لها مغزى. تخطو لويز نحو الهاتف.
لويز: هل لديك نقود صغيرة؟
تمد ثيلما يدها إلى حقيبتها وتعطي لويز مجموعة ارباع. تخرج لويز من السيارة وتذهب نحو الهاتف العمومي. تتبعها لويز. تضع الدراهم في الهاتف وتدير القرص. يقرع الجرس.
لويز: داريل، هذه لويز.هل البوليس هناك.
داخلي. منزل ثيلما-ليلاً
مرة ثانية ينطلق الجميع نحو العمل. داريل مرتبكا من الهاتف.
داريل: آه، كلا ! كلا، لماذا سيكون أي بوليس موجود هنا؟ اسمعي، أين أنتما على أي حال؟
ينظر داريل نحو هال وماكس نظرة وكأنه يريد أن يقول كل شيء تحت السيطرة. رجل ذكي.
خارجي-هاتف- ليلاً
لويز: دعيني أتكلم مع من هو المسؤول هناك؟
داخلي. منزل ثيلما-ليلاً
داريل: عن ماذا تتكلمين، يا لويز؟
يأتي هال ويأخذ الهاتف بعيداً من داريل. ينظر هال إلى ماكس الذي يهز رأسه، «خذه».
هال: مرحباً، آنسة سويار. أنا هال سلوكومب، رئيس المحققين في جرائم القتل لبوليس ولاية اركانسس. كيف حالك؟
خارجي-هاتف-ليلاً
لويز (تضحك لنفسها) كنت أفضل من الأن.
هال(صوت خارجي) أنتما أيتها الفتاتان في ماء ساخن.
لويز: نعم، سيدي. اعرف ذلك.
داخلي.منزل ثيلما-ليلاً
هال: انتما الاثنتين لا بأس بكما؟ لم تصب أي منكما بأذى؟ هل أنتما تتعاملان بعناية مع ذلك المسدس؟
خارجي-هاتف-ليلاً
لويز: نحن الاثنتان بخير.
هال (صوت خارجي) جيّد. هل تريدين أن تخبريني بما حدث؟
لويز: حتماً. ربما أثناء تناول القهوة يوماً ما. سوف ادفع ثمنها.
داخلي-منزل ثيلما-ليلاً
هال: أريدك أن تعرفي أنكما انتما الاثنتان غير متهمتين بالقتل بعد. أنتما مطلوبتان فقط للاستجواب. بالرغم من أن السيدة ديكنسون مطلوبة الآن في أوكلاهوما بتهمة سرقة مسلحة.
خارجي-هاتف- ليلاً
لويز: لا تمزح – إسمع، علنيا أن نذهب. سوف أتصل بكم لاحقاً واضح؟
تنظر لويز إلى ساعتها.
هال (صوت خارجي) آنسه سويار لا اعتقد انكما ستستطيعان الوصول إلى المكسيك. يجب أن نتكلم من فضلك. أريد أن اساعدكما.
وعند سماع ذلك تحرك لويز فمها بكملة خراء معبّرة عن كبتها.
تقفل لويز السماعة.
داخلي-منزل ثيلما – ليلاً.
الجميع منهمك في محاولة مراقبة ما إذا كانت المكالمة قد سجّلت.
عاد داريل على متكأه وهو في حالة ذهول.
خارجي-هاتف عمومي-ليلاً
عادت لويز إلى السيارة تتبعها ثيلما. شاحنة متحركة تتوقف وتدخل إلى الموقف الكبير.
لويز: هذا الولد جـ.د. خراء حقير.
ثيلما: ماذا.
تقف لويز وكأنها على وشك الدخول وتواجه ثيلما التي تقف عند الجانب الآخر من السيارة.
لويز: كيف عرفوا أننا ذاهبتان إلى المكسيك يا ثيلما، كيف عرفوا هذا؟
ثيلما: انا....... انا.......
لويز: أنت التي اخبرت ذلك اللص الحقير أننا ذاهبتان؟!
تفتح لويز باب السيارة وتصفق الباب وتدير الموتور. تقفز ثيلما إلى الداخل بسرعة.
ثيلما : لم أقل له سوى إذا أتيت إلى المكسيك فحاول أن تجدنا.
وطلبت منه أن لا يخبر أحداً. لم أكن اعتقد أنه سيخبر أحداً.
لويز: ولما لا؟ ما الذي سيخسره؟ ما عدا كل ما أدخرته من دراهم طوال حياتي. خراء!
تعود لويز إلى الطريق.
ثيلما: أنا آسفة. أعني أنا...
توقف لويز العربة فجأة.
لويز: اللعنة يا ثيلما! دعيني اشرح شيئاً لك. الآن هنالك شيء فقط لصالحنا. الأول، لا أحد يعرف أين نحن، والثاني، لا أحد يعرف إلى أين نحن ذاهبتان. والآن واحد من الأشياء التي كانت في صفنا انتهى أمرها!
تتوقف لويز عن الصراخ لبرهة من الزمن محاولة السيطرة على النفس.
ثيلما تبدو مثيرة للشفقة.
لويز: فقط لو تتوقفي عن الكلام مع الناس، يا ثيلما ! توقفي عن الانفتاح للآخرين! نحن هاربتان من وجه العدالة الآن. فعلنيا أن نتصرف تبعاً لذلك!
ثيلما: انت على صواب.
خارجي. طريق معزول- ليلاً (ضوء طبيعي)
تتحرك سيارة الثندر بيرد على طريق تبدو كشارع 66.
ثيلما (صوت خارجي) لويز؟ أين نحن؟
لويز (صوت خارجي) مباشرة بعد مدينة «بواز».
ثيلما (صوت خارجي) ايداهو؟
لويز (صوت خارجي) اوكلاهوما، يا ثيلما. نحن نقطع نحو مكسيكو الجديدة.
ثيلما (صوت خارجي) لطالما أردت أن أرى مكسيكو الجديدة.
خارجي.من منظور ثيلما– خارج الشبّاك- بقعة سَوْدَاء
خارجي. طريق خلفي. ليلاً.
تسير السيارة على هذا الطريق.
داخلي.منزل ثيلما. ليلاً (ضوء طبيعي)
كل شيء هادئ. التلفزيون ذو الشاشة الكبيرة مضاء والغرفه مليئة بالدخان الكثيف. يجلس هال وماكس على مائدة يراجعان الأوراق. وباقي الأشخاص ذوي الثياب العادية والمرافقون يلعبون الورق. داريل يجلس كالمشلول على أريكته يحدّق في التلفزيون زائغ العينين.
داخلي. شقة جيمي. ليلاً
يجلس جيمي على مقعده الطويل وبيده الجيتار بينما يجلس اثنان من رجال البوليس بالملابس العادية يقرآن الصحف ويحلاّن الكلمات المتقاطعة.
داخلي. سيارة – ليلاً
على صوت موسيقى من الشريط.
تشرب ثيلما قليلاً من الوايلد توركي.
ثيلما: والآن ماذا؟
لويز: والآن ماذا ماذا؟
ثيلما: ماذا نفعل؟
لويز: آه، لا أدري يا ثيلما. أعتقد علينا أن نسلّم انفسنا ونقضي حياتنا نبادل السجاير بدهان الرموش (مسكرا) حتى نظهر بمظهر لطيف عندما تزورنا عائلاتنا يوم السبت. وربما يصبح لنا أولاد نتيجة علاقاتنا بحرس السجن.
ثيلما: أنا لا اقترح هذا! أنا لن أعود. مهما حدث. إذا لا تعبأي بأمري.
تسرع لويز.
تعطي ثيلما لويز زجاجة صغيرة من الوايلد توركي فتشربها كلها. ولدى ثيلما واحدة أيضاً.
ثيلما: هل بإمكاني أن اسألك سؤالا غريبا؟
لويز: نعم.
ثيلما: من بين كل الأشياء التي تخيفك في العالم، ما هو الشيء الذي يخيفك أكثر الأشياء.
لويز: هل تعنين الآن أم من قبل؟
ثيلما: من قبل.
لويز: أعتقد أنني طالما فكّرت ان اسوأ ما يمكن أن يحدث لي هو أن أنتهي عجوزة، وحيدة في شقة مقرفة ومعي واحد من تلك الكلاب.
ثيلما: اية كلاب صغيرة؟
لويز: كما ترين تلك الكلاب الصغيرة التي ترين الناس تصحبها؟
ثيلما: مثل تشيهوا هوا؟
لويز: تلك، ايضاً، ولكن هل تعرفين تلك الكلاب الصغيرة الغزيرة الشعر؟
تلك الكلاب الصغيرة المسطّحة الوجه ذات الأسنان القبيحة؟
ثيلما: آه، طبعاً. تعنين بيك آبوس.
لويز: نعم. تلك. تلك كانت دائماً مصدر ذعر إلهي لي. وماذا عنك؟
ثيلما: حسناً، لأكون صادقة معك، فإن فكرة الشيخوخة مع داريل بدأت تراودني.
لويز: أستطيع أن أرى ذلك.
ثيلما: أعني أنظري كم هو مختلف الآن عما كان يبدو أثناء المرحلة الثانوية. الشيخوخة بحد ذاتها شيء مؤلم لي ولكن عندما تكون بصحبة داريل سوف تصبح أسوأ. (اهدأ من ذي قبل) اعني، أنه لن يكون لطيفاً جداً عندئذٍ.
لويز: حسناً، الآن، قد لا تضطري إلى ذلك.
ثيلما: دائماً تنظرين إلى الجانب المشرق، أليس كذلك؟
خارجي. طريق صحراوي سريع في ضوء القمر- ليلاً (ضوء طبيعي)
انهما تسيران عبر وادي مليء بالمعالم الأثرية. تسرع سيارة التي بيرد عبر الصحراء الجميلة المضاءة. إنها تقريباً توازي ضوء النهار.
تقطيع على صور ظليّة للنباتات الصحراوية والتكوينات الصخرية صور تظهر جمال الصحراء...الخ.
داخلي – سيارة – من منظور الزجاج الأمامي – ليلاً
السماء متلألئة وشاسعة والطريق تمتدّ إلى ما لا نهاية.
ثيلما: هذا شيء رائع الجمال.
لويز: يا إلهي. حتما هو كذلك.
ثيلما: لطالما رغبت في السفر ولكنني لم أحصل على الفرصة.
لويز: ها أنت قد حصلت عليها الآن.
الاثنتان تنتظران لحظة أخرى رائعة. وفي نفس الوقت تتبادلان النظرات، كل واحدة تأخذ الأخرى كليّاً في نفس اللحظة.
انهما تقولان كل شيء لبعضهما البعض في هذه اللحظة، ولكن تعبيراتهما لا تتغيّر ولا تقولان كلمة واحده. تنطلق الموسيقى من الراديو.
خارجي.طريق سريع صحراوي-ليلاً
سيارة نصف نقل محملة بالغاز تظهر على الطريق. تبدو وكأنها لنفس الشخص الذي رأتاه من قبل. عليها نفس لطخات الوحل...
داخلي. سيارة. ليلاً
لويز: انظري! انظري من هذا يا ثيلما. سأكون ملعونة.
ماذا يفعل في هذا المكان.
ثيلما: تجاهليه.
تتجاوزه لويز وعندما تفعل ذلك يصيح بصوت نشاز.
تنظران نحوه وإذا به يشير إلى حضنه بوحشية.
لويز: آه، يا الهي. انا أكره هذا الرجل.
ثيلما: كان علينا أن نتجاهله.
خارجي- الطريق السريع الصحراوي- فجراً (على صوت الموسيقى)
السيارة تطير على الطريق.
داخلي. سيارة - طريق سريع صحراوي – فجراً
يسكتان برهة من الزمن، ثم تبدأ ثيلما بالضحك بهدوء لنفسها تحاول أن تتوقف ولكنها لا تستطيع.
لويز: ماذا؟
ثيلما: (تهتز ضحكاً) لا شيء. انه ليس شيئاً مضحكاً.
لويز: ماذا؟ ما الذي ليس مضحكاً، يا ثيلما!
تحاول ثيلما أن تتماسك ولكنها لا تستطيع.
ثيلما: حسناً، ولكن... (بالكاد تستطيع الكلام) لا أستطيع أن أقول.
لا تستطيع ثيلما احداث أي صوت. انها في حالة ضحك عصبية.
لويز: ماذا ؟!
ثيلما: (تستنشق هواء) هارلان.
لويز: ماذا ؟! ماذا عنه؟!
ثيلما: مجرد النظرة على وجهه عندما أنت...
(تتهاوى ثانية).... هذا ليس شيئاًَ مضحكاً.
لويز (مصدومة) والآن، يا ثيلما، هذا ليس...
ما زالت ثيلما تحاول إمساك نفسها.
ثيلما: الصبي، لم يكن يتوقع ذلك!
لويز (معنّفة) ثيلما!
ثيلما (تحاول تجسيد هارلان) مصّي احليلي... يندفع!!
تضحك ثيلما بوحشية.
لويز (بهدوء): ثيلما. هذا ليس مضحكاً.
تجاوزت ثيلما خط التماس بين الضحك والبكاء.
ثيلما (تحاول التقاط أنفاسها): اعرف ذلك!
تصمت الاثنتان.
ترجع ثيلما برأسها إلى الوراء تراقب لويز. تدرسها وكأنها لم ترها حقاً من قبل. فجأة يكتسي وجه ثيلما بنظرة إدراك مصدوم.تهتّز بجسدها إلى أعلى فتذهل لويز.
ثيلما (بحذر): لقد حدث لك ذلك... اليس كذلك!
تعلم لويز عن ماذا تتكلم. فتصبح مباشرة متوترة.
لويز: لا أريد الكلام في الموضوع! ثيلما، أنا لا أمزح ! لا تحاولي حتى...
ثيلما:... في تكساس... ألم يكن كذلك؟ هذا ما حصل...
آه ، يا الهي.
تبدو لويز وكأنها تبحث عن طريق للهرب.
لويز (تحارب الجنون) انا أحذرك، يا ثيلما. من الأفضل أن توقفي هذا الموضوع الآن! لا أريد الكلام فيه!
ثيلما (بلطف) حسناً، يا لويز... هذا مقبول.
عينا لويز متوحشتان، لا تريان، بينما تهدأ ثيلما هدوءاً كاملاً.
خارجي. طريق سريع صحراوي- فجراً
تزعق السيارة وهي تعبر الطريق. إنهما تسيران بين مجموعة من البنايات.
خارجي. طريق سريع صحراوي.. لقطة بعدسة طويلة – فجراً
تسرع سيارة محاولة اللحاق بهم.. أضواء زرقاء وحمراء تومض. إنها سيارة تابعة لبوليس السير المكسيكي.
داخلي. سيارة – نهاراً
ترى لويز الأضواء في المرآة التي تعكس الخلفية. نرى مقياس السرعة من منظور لويز فهو يشير إلى 100كيلومتر/الساعة. ثيلما نائمة.
لويز: خراء! ثيلما، إستيقظي! خراء! سوف نتوقّف
تقفز ثيلما مستيقظة.
ثيلما: ماذا! ماذا ! آه خراء ! آه كلا!
انهما تحاولان أن لا ترتعبان. انهما تبطّئان ولكنهما ما زالتا تسيران بسرعة 70 كيلومتر/الساعة. سيارة البوليس خلفهم مباشرة.
ثيلما: ماذا نفعل؟ ماذا تريدين أن تفعلي؟!
لويز: لا أدري! خراء! دعينا نلعبها كما نسمعها. قد لا يكون عارفاً بشيء. قد يحرّر لي مخالفة فحسب.
ثيلما: أرجوك، يا الهي، أرجوك أن لا يقبض علينا. ارجوك، ارجوك، ارجوك..
توقف لويز السيارة بعيداً عن الطريق. سيارة الشرطة تقف خلفهم تماماً. الأضواء تشّع مبهرة خلال النوافذ.
خارجي. جانب الطريق الصحراوي السريع – نهاراً
رجل من دورية البوليس (يتكلم من داخل عربته) اوقفي محرّك سيارتك.
تفعل لويز ذلك– ينزل رجل البوليس من سيارته ويقترب من سيارتهما. يقف عند شباك السائق. الزجاج مرفوع إلى أعلى.
من منظور رجل البوليس لويز تبتسم له. يشير لها بأن تفتح زجاج شبّاكها. تفعل ذلك.
لويز: مرحباً، حضرة الضابط. هل هنالك من مشكلة؟
رجل البوليس: دعيني أرى رخصتك، من فضلك؟
تبحث لويز في شنطتها عن محفظتها، تفتحها وتريه رخصتها.
رجل البوليس: أخرجيها من محفظتك، من فضلك؟
لويز: آه، طبعاً.
تفعل ذلك وتناوله إياها.
ثيلما: قلت لك أن تخففي سرعتك. يا للجحيم أيها الضابط، لقد قلت لها أن تخفف سرعتها.
لويز: كم كانت سرعتي تقريباً.
رجل البوليس: حوالي المائة وعشرة. أرجو أن تخطي خارج السيارة.
يسيران نحو خلف السيارة. يسجل رقم تسجيل السيارة.
رجل البوليس: هل هذه سيارتك؟
لويز: نعم
رجل البوليس: تعالي معي من فضلك؟ استديري وادخلي في السيارة.
لويز: في الخلف؟
رجل البوليس: الأمام.
لويز: هل أنا في مشكلة؟
رجل البوليس: بقدر اختصاصي أقول نعم، يا سيدتي أنت في مشكلة.
يدخل رجل البوليس ناحية السائق. يتناول لوح تعليق ويعلّق عليه رخصة سياقة لويز. يمسك بمكبر الصوت اليدوي للراديو وبينما هو يفعل ذلك يد تحمل مسدسا تظهر على شبّاك سيارته. إنها ثيلما وقد وضعت المسدس عند رأسه.
ثيلما: أيها الضابط، انا آسفة لهذا. هل يمكنك أن تتخلى عن هذا؟
يسقطها فوراً.
ثيلما: أنا حقاً، حقاً اعتذر، ولكن أرجوك أن تضع يديك على المقود. اسمع، لو أنت سمعت ذلك الراديو، فسوف تجد اننا مطلوبتان في ولايتين وربما اعتبرنا مسلحتين وخطرتين، على الأقل أنا وعندئذ سوف تتحكم خطتنا برمتها وتذهب إلى الجحيم. لويز،
لويز، خذي مسدسه.
تمد لويز ذراعها وتأخذ مسدسه.
لويز (بلهجة اعتذارية) أنا فعلاً آسفة بسبب هذا الموضوع.
ثيلما: أقسم اننا قبل البارحة لم تكن واحدة منا لتشدّ زناداً كهذا. ولكنك لو كنت قابلت زوجي فسوف تعلم لماذا باستطاعتي أن أفعل ذلك... هل تريد أن تخطو خارج السيارة، من فضلك؟ (تفتح الباب له).
هل ترفع يديك إلى رأسك، من فضلك؟ لويز، اطلقي النار على الراديو.
لويز: ماذا؟
ثيلما: اطلقي النار على الراديو.
تصيب لويز راديو السيارة يجفل رجل البوليس كلما سمع طلقة.
ثيلما: راديو البوليس، يا لويز! يا يسوع!
تطلق لويز طلقتين نحو راديو البوليس. فتنفجر كلياً إلى الجحيم.
ثيلما: هل لك أن تخطو إلى خلف السيارة. من فضلك. لويز، هاتي مفاتيح السيارة.
تمد لويز يدها وتتناول المفاتيح. تأخذ رخصتها من على اللوحة. تخرج وتقفز مستديرة نحو خلف السيارة.
ثيلما مصوِّبه المسدس نحو رجل البوليس. فجأة تطلق ثيلما المسدس، فتحدث حفرتين في غطاء الصندوق.
ثيلما (مخاطبة لويز) افتحي الصندوق.
تفتح لويز الصندوق.
ثيلما (مخاطبة رجل البوليس) أرجوك أن تخطو نحو الصندوق؟
رجل البوليس: سيدتي، من فضلك... لدي أولاد... وزوجة..
ثيلما: هل فعلاً لديك؟ حسناً، أنت محظوظ. سوف تكون لطيفاً معهم. خاصة زوجتك. زوجي لم يكن لطيفاً معي. وانظر إليّ كيف أصبحت. والآن تابع، ادخل إلى هناك.
وبينما هو يتسلق نحو الصندوق، تشرح ثيلما ما تريد إلى لويز:
ثيلما: فتحات هواء.
دخل كليّاً إلى الصندوق وأقفلته لويز.
داخلي. سيارة البوليس – نهاراً
ثيلما (تخاطب الصندوق) آسفة!
لويز (من سيارتها) آسفة!
تقفز ثيلما إلى السيارة مع لويز، ينظران إلى بعضهما البعض.
لويز: جاهزة؟
ثيلما: اقلعي.
تعود لويز نحو الطريق وتتجه بعيداً.
داخلي. سيارة-نهاراً
ثيلما (تهز رأسها) أعرف ان هذا جنون، يا لويز، ولكن أنا أشعر فقط أننى أملك الموهبة لمثل هذا العمل القذر.
لويز: أصدِّقك.
خارجي. سيارة- لقطات متعدده أثناء القيادة – نهاراً.
انهما الآن في ريف جميل فعلاً.
ثيلما (صوت خارجي) انطلقي بسرعة.
داخلي.مطبخ ثيلما- صباحاً
هال وماكس لوحدهما في المطبخ. يدير هال جهاز القهوة.
ماكس: الموضوع لن يفيد بهذه الطريقة. علينا أن نفعل شيئاً.
سيكون الأمر مختلفاً لو كان هؤلاء الفتيات مجرمات متمرسات، ولكن يا إلهي يا هال هذا يجعل منظرنا بشعاً.
لا أدري... ربما هما لا تتحركان.. ربما كان هذا الحقير يكذّب.
هال: لن يستفيد شيئاً من الكذب. لا شيء بتاتاً. لقد أخذ ما تملكان من المال. لا أدري ما الذي نتعامل معه هنا. على أي حال، الليلة الفائتة ظهر الموضوع مجدداً في الرسائل البرقية على طول البلاد وعرضها. دعنا ننتظره قليلاً. قالت انها سوف تعاود الإتصال. دعنا نجلس ملتصقين بجهاز الإتصال.
ماكس: ليس لدينا خيارات متعدّده، هل لدينا كذلك؟
لا يمكنني التخمين إذا ما كانتا فتاتين ذكيتين أو أنهما فعلاً فعلاً محظوظتين؟
هال: هذا لا يهم. فالعقل سوف يأخذك إلى بعد ما وأما الحظ فدائماً يصل إلى نهاية.
يدخل رجل بوليس إلى المطبخ ويناول هال ملفاً مكتوب عليه لويز اليزابيث سويار. يفتحه ويبدأ يتصفح التاريخ الشخصي. احد الأوراق تحتوي على ملف قضية من تكساس تتضمن مذكرة حول حادثة اغتصاب. مختوم عليها الكلمات التالية «أسقطت الاتهامات».
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: لويز... هل ما زلنا ذاهبتان إلى المكسيك؟
لويز: نعم.
تتوقف ثيلما وهي تبحث عن المنطق في الأمر.
ثيلما: إذا ألسنا ذاهبتين في الاتجاه الخاطئ.
لويز: حسناً، لكنني أظن أنك إذا ما استهدفت رجل بوليس من الولاية وأطلقت النار على سيارته وأخذت بندقيته. وأقفلت عليه باب الصندوق، فمن الأفضل في هذا الحال أن تسرعي وتغادري تلك الولاية إذا ما استطعت ذلك.
ثيلما: أنا اسألك فقط.
تصمتان لبرهة من الزمن. تسرع لويز قليلاً.
تبحث ثيلما في حقيبتها. تناول لويز قطعة من اللحم المجفف.
لويز: لا اريد أن أرى أي قطعة من اللحم المجفف. أعني لو ناولتني أية قطعة ثانية فسأرميها من الشباك. انها تثير جنوني. السيارة برمتها لها تلك الرائحة.
ثيلما: هذا شيء جيد. جميع الروّاد كانوا يأكلونها.
لويز: لا يهمني أن أعرف ما كان يأكله الروّاد الملعونون. ابعدي عني ذلك الخراء، وأنا أعني ذلك.
تضع ثيلما شنطتها جانباً.
لويز: ولا أريد أن أشرب وايلد توركي أيضاً. لقد أشعل بقعة في معدتي.
ثيلما: حسناً، حسناً.. لدي بعض التكيلا. هل تريدين بعض التكيلا؟
لويز: هل لديك فعلاً؟
ثيلما: نعم. هل تريدينه؟
لويز: نعم
تبدأ ثيلما في البحث داخل شنطتها ثانية.
ثيلما: إنه في مكان ما في الداخل.
تفرك لويز وجهها. تبدو في حال سيئة. يداها ترتجفان.
لويز: خراء. بدأت أتعب.
ثيلما: هل أنت بخير؟
لا تبدو لويز بحالة جيدة.
لويز: أعتقد أنني تصرفت بحماقة. أعتقد أنني وضعتا نفسينا في مكان قد نقتل به. لماذا لم نذهب مباشرة إلى البوليس.
ثيلما: أنت تعلمين لماذا. وقد قلته.
لويز: ماذا قلت اعيديه ثانية؟
ثيلما: لن يصدقنا  أحد. وسوف نقع في مشاكل وسوف نجد حياتنا مخرّبة. وأنت تعلمين ماذا أيضاَ؟
لويز: ماذا؟
ثيلما: ذلك الرجل كان يؤذيني. ولو لم تظهري في الوقت المناسب، كان سيؤذيني أكثر. ولربما لا يحدث له شيء نتيجة لذلك. لأن الجميع رآني وأنا أرقص معه كل الليل. وسيقول الجميع أنني أنا التي سعيت لذلك. وكانت حياتي عندئذ ستتعرض لدمار أكبر بكثير مما هي فيه الآن. على الأقل أنا الآن أمرح. وأنا لست آسفة لموت إبن الكلب هذا. أنا آسفة فقط لأنك أنت التي قمت بذلك وليس أنا. وبما انني لم أفعل ذلك فعلّي أن أنتهز هذه الفرصة لأشكرك، يا لويز. شكرا لك لإنقاذك أياي.
لويز: قلت كل هذا؟
ثيلما: كلا، يا لويز قلت الجزء الأول. وأنا قلت الباقي.
لويز (متعبه) مهما كان.
خارجي. استراحه طريق – صباحاً
تقف لويز عند هاتف عمومي عندما يبدأ النور يبزغ من السماء. ثيلما في الحمام القريب. أدارت لويز الهاتف الآلي وقد بدأ في الرنين.
داخلي. منزل ثيلما- صباحاً
صوت التلفزيون يسمع في الصالحة بينما يرن الهاتف هناك.
يقفز الجميع متوثبين للحركة مرة ثانية. يتناول ماكس الهاتف.
ماكس: هالو.
لويز (صوت خارجي) دعني أتكلم مع.... سلوكومب.
ماكس (مخاطباً هال) تريد أن تتكلم معك.
هال: مرحباً ، يا لويز.
خارجي. هاتف عمومي –صباحاً
لويز: هيي.
هال (صوت خارجي) كيف تسير الأمور هناك.
لويز: غريبة الشأن. إنها كمثل كرة الثلج أو شيء من هذا القبيل.
هال (صوت خارجي) ما زلت معنا مع ذلك. أنت في مكان ما على وجه الأرض؟
لويز: حسناً، نحن لسنا في منتصف اللامكان، ولكننا نستطيع أن نرى ذلك من هنا.
داخلي. منزل ثيلما – صباحاً
يبتسم هال.
هال: أقسم. لويز، أنا أشعر وكأنني أعرفك.
لويز (صوت خارجي) حسناً، ولكنك لا تعرفني.
هال: أنت تغوصين أكثر في الأعماق كل دقيقة تذهبين فيها.
لويز (صوت خارجي) هل تصدقني إن قلت لك أن كل هذا الموضوع هو حادثة؟
هال: أن أصدقك. هذا ما أريد أن يقتنع به الجميع.
المشكله أنه لا يبدو حادثاً عرضياً وانت لست هنا لتخبريني عنه... أريدك أن تساعديني هنا.
خارجي – هاتف عمومي. صباحاً
لا تجيب لويز.
هال (صوت خارجي) هل هارلان بوكيت....
بقرف وأسنان مطبقة:
لويز (مقاطعة) كلا!
هال (صوت خارجي) هل تريدين المجيء إلى هنا؟
تفكر لويز لحظة.
لويز: أنا لا أعتقد ذلك.
داخلي. منزل ثيلما – نهاراً
هال: اذا أنا آسف. سنضطر لتوجيه تهمة القتل إليك.
الآن، هل تريدين أن تخرجي من هذه المحنة حيّة؟
يشير رجل المراقبة إلى هال ليتابع الكلام. يدخل داريل ويلاحظ مباشرة أن هال يخاطب لويز. ينظر داريل باهتمام إلى هال.
خارجي. هاتف عمومي – نهاراً
لويز: هل تعلمين أن هنالك كلمات وجملا تطفو عابرة عقلي، أشياء مثل الحجز والتفتيش الداخلي، والسجن المؤبد، والموت على الكرسي الكهربائي، مثل هذه الأشياء. إذا سنخرج أحياء؟ لا أدري دعينا نفكر في هذا.
هال (صوت خارجي) لويز، سوف افعل أي شيء. أعرف ما الذي – يجعلك تركضين. أعرف ما الذي حدث لك في تكساس.
تتسع عينا لويز وهي تسمع هذا.
أصبع يمتد ويضغط على زر الهاتف فيوقف المكالمة.
زاوية ثيلما: تضع اصبعها على الزرار.
ثيلما: تعالي يا لويز.لا تكبري الموضوع. دعينا نذهب.
تسير مبتعدة باتجاه السيارة. ما زالت لويز واقفة هناك تمسك بالهاتف. تقف ثيلما تنظر نحوها.
ثيلما: تعالي.
لا تتحرك لويز.
داخلي. منزل ثيلما – نهاراً
يضرب هال سماعة الهاتف وقد أصابه الإحباط.
ينظر نحو رجل المراقبة الذي يهز رأسه قائلاً «لقد حصلنا عليها».
تتجاوب الغرفة برمتها متحمسة. ينطلق جميع من في الغرفة نحو العمل.
يأخذ ماكس الهاتف مباشرة وهال ينظر إليه مدقِّقاً يقول لماكس بشفاهه... «أريد أن اذهب» مركزاً على الموضوع. يهز ماكس رأسه قليلاً، بعيداً عن الهاتف.
يجري هال متحمساً نحو ماكس.
هال: ماكس: يجب أن تأخذني إلى هناك!
أنا... أنا... أنا الوحيد الذي تكلمت معه. لا أريد أن يفقد أحد رأسه. تعرف ماذا يحدث. سوف يزيد الموضوع إلى أعلى والشيء الثاني الذي تعرفه ان هاتين الفتاتين سيطلق عليهما النار.
ماكس الذي ما زال يحمل الهاتف يفاجئه هذا الانفجار.
ماكس (بهدوء) حسناً، هال، حسناً.
خارجي. هاتف عمومي- نهاراً
ما زالت لويز تقف هناك
ثيلما: لويز؟
لويز: نعم، يا ثيلما؟
ثيلما: لن تستسلمي بالخفية عني، هل ستفعلين ذلك؟
لويز: ماذا تعنين؟
ثيلما: لن تقومين بأي اتفاق مع ذلك الرجل، هل ستفعلين ذلك؟ أعني، فقط اريد أن أعرف.
لويز: كلا، يا ثيلما. لا أريد أن أقوم بأي اتفاق.
ثيلما: استطيع أن افهم إن كنت تفكرين به. أعني، بشكل ما، فهنالك ما تريدين العودة من أجله. أعني جيمي وكل شيء.
تتفاجأ لويز اذ تسمع هذا من ثيلما.
لويز: ثيلما، هذا ليس خياراً.
ثيلما: ولكنني لا أعرف... شيء ما مر بداخلي ولا أستطيع العوده. أعني، لن أستطيع الحياة...
لويز: أعرف. اعرف ما تعنين. لا أريد أن أنتهي على عرض جيرالدو المسرحي.
تصمتان لفترة من الزمن.
لويز: قال انهم يتهموننا بجريمة قتل.
ثيلما (تحرك وجها مستغربة) يووو
لويز: وعلينا أن نقرّر ما إذا كنا نريد أن نخرج من هذا أحياء أم أموات.
ثيلما: يا الهي ألم يقل شيئاً ايجابياً أبداً؟
تدير لويز السيارة. ترجعان إلى الخلف ثم تنطلقان إلى الأمام تنخبان الأرض نخباً.
لقطة واسعة للسيارة
وهما يطيران على الطريق.
ثيلما: لويز، هل تعتقدين أن علينا تبديل السيارة ونأتي بسيارة أخرى؟
لويز: حتماً... هل تعرفين كيف تشدّين سيارة؟
ثيلما: كلا.
لويز: حسناً، اخبريني عندما تتصورين كيف ستفعلين ذلك.
خارجي. مهبط طائرات. نهاراً.
تقف سيارة عند مهبط طائرات مجاورة لطائرة صغيرة. يخرج هال وماكس من السيارة ويصعدان إلى الطائرة.
خارجي – صحراء – نهاراً
مونتاج للقطات متنوعة أثناء انطلاق سيارة ثيلما ولويز عبر الجمال الرائع لصحراء أريزونا.
داخلي – سيارة – نهاراً
ثيلما: هل أنت مستيقظة؟
لويز: باستطاعتك تسميتها كذلك فعيناي مفتوحتان.
ثيلما: انا أيضاً. اشعر أنني صاحية.
لويز: حسناً.
ثيلما: مستيقظة جداً. لم أشعر في حياتي بمثل هذا التيقظ.
كل شيء يبدو مختلفاً. تعرفين ما أعني. اعرف أنك تدركين ما أعني. كل شيء يبدو جديداً. هل تشعرين بذلك؟ مثلما لو كان لي ما أطمح أن أصل إليه؟
ثيلما ولويز تصمتان لفترة من الزمن.
لويز: سوف نشرب المرغريتا بجانب البحر في مماسيتا.
ثيلما: نستطيع تبديل أسمائنا.
لويز: نستطيع أن نعيش في مزرعة.
ثيلما: أريد أن أحصل على وظيفة. أريد أن اعمل في ناد (كلوب ميد).
لويز: نعم! نعم! والآن أي نوع من الاتفاقات يمكن أن يأتي بها رجل البوليس هذا ليغلبنا؟
ثيلما: عليّ أن أكون جيدة جداً.
لويز: من المفروض أن تكوني جيّدة بشكل معقول.
تضحك الاثنتان. ما زالت السيارة تطير على الطريق.
ارتفعت الشمس الآن أكثر نحو منتصف السماء. وصلتا إلى تقاطع في منتصف المكان. تقف لويز وتنظر نحو الخريطة.
لويز: يجب أن نتجه قليلاً إلى الداخل. ليس هنالك طرق كثيرة في هذ الولاية. أريد أن أدخل إلى المكسيك في مكان ليس قريباً لمدينة نيومكسيكو.
ثيلما: أنت التي تقودين السيارة.
تتجه لويز منعطفة نحو اليمين وتسرع الطريق.
خارجي. طريق صحراوي. نهاراً
تأخذ ثيلما ولويز بالغناء مستمترين حتى تصلان إلى أغاني KB المنطلقة. وتقومان بتحريك أيديهما وكأنهما قائدتا الغناء.
وتصلان وهما تزأران نحو سيارة النقل النصفية. نفس السيارة التي رأتاها ثلاث مرات قبل ذلك.
ثيلما: (تصرخ فوق الموسيقى) يا الهي! لويز! انظري! انظري! انظري إن كان هو نفس الشخص!
لويز: إنه هو. يحمل لوحات ولاية كالفورنيا. إنه نفس الشخص
ثيلما: دعيه يمر!
خارجي. طريق صحراوي-نهاراً
تتحامل لويز على نفسها وتدعه يمر. مرة ثانية وبينما تصلان بمحاذاته، يرسل لهما قبلات في الهواء. إنه ينظر إليهما شزراً وهو يضحك. تتابع لويز وثيلما قيادة السيارة في الطريق.
توقف لويز السيارة إلى جانب الطريق. وعندما تقترب الشاحنة منهما تبدآن بالتلويح له بالوقوف. يأخذ جانب الطريق ويوقف الشاحنة هناك. زاوية على لويز وثيلما يبتسمان له. يقهقه لنفسه. ينحني خارج الشباك.
ثيلما: مرحباً !
سائق الشاحنة: مرحباً أنتما هناك! هل أنتما بخير؟
ثيلما: نحن بخير ! كيف حالك؟
سائق الشاحنة : عظيييييييم!
لويز: اتبعنا.
تتجهان نحو طريق قذر وتقفان.
داخلي. كابينة الشاحنة-نهاراً
يدخل السائق إلى الكابينة ويفتح دولاباً داخلها مليء بالحاجيات.
يلتقط بعضها ويضعه في جيبه، يوقف شاحنته ويخرج من الشاحنة.
خارجي.جانب الطريق.نهاراً
يسير نحو السيارة. تخرج لويز وثيلما من السيارة.
ثيلما: إلى أين أنت ذاهب؟
سائق الشاحنة: فريزنو.
لويز: كنا نراك طوال الطريق.
سائق الشاحنة: نعم. أنا كنت أراكم، أيضاً.
ثيلما: باعتقادنا أنك عديم الأخلاق.
تهز لويز رأسها.
لويز: كنا نتساءل متى ستكف عن التصرف هكذا مع نساء حتى لا تعرفهن.
هذا ما لا يجوز أن يَحْصُلُ
سائق الشاحنة: ماذا؟ عن ماذا تتكلمين؟
لويز: أنت تعرف جيداً عن ماذا اتكلم.
ثيلما: أعني حقاً! وهذا الموضوع الذي يتعلق بتحريك لسانك ما هذا؟ هذا شيء مقرف!
لويز: و، يا الهي، ذلك الشيء الآخر، ان تشير إلى فخذيك؟ ماذا يعني هذا بالضبط؟ هل هذا يعني توقفا، أريد أن تريا كم أنا ضخم ثخين وقذر او......
ثيلما: هل يعني هذا مصو احليلي؟
سائق الشاحنة: أيتها النساء أنتن مجانين!
لويز: هل فهمت ذلك جيداً.
ثيلما: برأينا انك تدين لنا باعتذار.
بدأ يشعر بشيء من القلق.
سائق الشاحنة: أنا لن أعتذر عن بعض الخراء!
لويز: قل أنك آسف.
سائق الشاحنة: اللعنة على ذلك.
تسحب لويز البندقية التي سرقتها من رجل بوليس شرطة الولاية.
لويز: قل انك آسف أو سنجعلك آسفاً بشكل مريع.
ينظر إلى البندقية.
سائق الشاحنة: أوه، يا إلهي!
ثيلما: ومن المحتمل انك دعوتنا بحيوانات القندس على الراديو الخاص بك، ألم تفعل ذلك؟
سائق الشاحنة: نعم... من المؤكد فعلت.
ثيلما: اللعنة. أنا أكره ذلك! أنا أكره أن ادعى بالقندس
ألا تكره انت ذلك؟
لويز: هل ستعتذر ام لا؟
سائق الشاحنة: ملعونتان.
تنظر لويز إلى شاحنته بعيداً في المسافة. توجه البندقية نحوها، تأخذ ثانية لتحشوها ثم تصيب إطارين فتنزلا أرضاً. تغوص الشاحنة ببطء بعد أن يخرج الهواء من الإطارين.
سائق الشاحنة: أوه اللعنة ! أيتها العاهرة!
تنظر لويز وثيلما لبعضهما البعض. ويستديران نحو الشاحنة ويطلقان النار على خزاناتها حتى تنفجر فتتحول إلى كرة من النار. يصرخ سائق الشاحنة من داخل رئتيه. تدير لويز السيارة وتبدأ في السير بدوران حول سائق الشاحنة.
ثيلما ولويز تبدآن بالصراخ بأعلى ما في قدرة رأيتهما.
تجلس ثيلما على ظهر المقعد الأمامي وساقيها على الزجاج الأمامي.
سائق الشاحنة: أيتها العاهرة: آههه ه ه ه ه
سوف تدفعين ثمن ذلك !!! سوف اجعلك تدفعين ثمن ذلك.
هل تسمعينني؟؟!
توقف لويز سيارتها تماماً بمحاذاته.
ثيلما: اقفل فمك.
تنطلق لويز مرة ثانية وتسقط ثيلما نحو المقعد الخلفي. تنطلقان بالسيارة تاركين وراءهما غيمة ضخمة من الغبار.
خارجي.صحراء.نهاراً
تقود لويز السيارة عبر الصحراء راجعة إلىالطريق، مارة ببقايا الشاحنة  المحترقة. وعندما تصل إلى الطريق تتوقف. تتسلق ثيلما نحو المقعد الأمامي.
داخلي.سيارة-نهاراً
ثيلما: هيي أين تعلمت أن تطلقي النار هكذا؟
لويز: تكساس.. كنت على حق حول ما حدث لي هناك.
تنطلقان بعيداً عن بقايا الحريق.
داخلي.سيارة-نهاراً
بينما تتكلم ثيلماولويز نسمع صوتيهما فوق المشهد التالي:
لويز (صوت خارجي) تعلمين ما حدث، اليس كذلك؟
ثيلما (صوت خارجي) ماذا؟
لويز (صوت خارجي) (مبتسمة) لقد أصابنا الجنون.
ثيلما (صوت خارجي) نعم.
خارجي. جانب نيومكسيكو من الطريق-نهاراً
تقف شاحنة قديمة منحنية من الخلف أمام دورية بوليس ولاية نيومكسيكو. يستخدم رجل عجوز عتلة ليفتح الشاحنة.
يقفز رجل بوليس دورية ولاية نيومكسيكو إلى خارج الشاحنة.
خارجي.طريق صحراوي. لقطة بالهليوكبتر-نهاراً
يسمع صوت نشرة البوليس خارج المشهد التالي:
تطير طائرة هليوكبتر تابعة للبوليس فوق الحطام المحترق لشاحنة الوقود. يلوح سائق الشاحنة بذراعيه بينما تنزل الطائرة تنفخ القاذورات فوقه.
داخلي.منزل ثيلما-نهاراً
يجلس داريل وهو فاقد الوعي تقريباً في كرسي كبير. عيناه يحملان نظرة بلهاء وهو يحملق في أحد الحيطان، ثم في الآخر.
داخلي. سيارة. نهاراً
لقطة مقربة جداً لشريط يوضع في المسجّل.
داخلي. طائرة FBI – نهاراً
يجلس ماكس وإلى جواره هال في الطائرة. يحاول هال أن يظهر نفسه كمن تعوّد على مثل هذه الأمور. يحمل ماكس هاتفاً محمولاً إلى أذنه.
لقطة مقربة جداً لماكس ونحن نسمع عبر الهاتف:
صوت البوليس الخارجي يصبح جزءا ًمن المشهد.
بوليس (صوت خارجي) (على الهاتف)... خاطفين... اطلقوا الرصاص على السيارة... سرقوا سلاح الضابط... الشاحنة ... نسفت.. مرعوباً...
وجه ماكس يصبح مضطرباً واكثر جدية من اي وقت حتى الآن.
ينظر إلى هال وهو يقفل الهاتف.
ماكس: انت حتى لن تصدِّق هذا.
خارجي.طائرة الـ FBI – نهاراً
تميل الطائرة إلى الجانب يساراً
خارجي. طريق صحراوي – نهاراً
لقطة واسعه لسيارة مسرعة عبر الصحراء على طريق سريع نحو الغرب.
لقطة أثناء سير السيارة.. وجه ثيلما معرّض للشمس وعيناها مقفلتان. تقود لويز السيارة بتركيز وحشي. بالكاد تشبهان المرأتين اللتين بدأتا رحلة في نهاية الأسبوع نحو الجبال قبل يومين. وبالرغم من أن وجهيهما قد لفحته أشعة الشمس بلونها البرونزي وحددت ملامحه بخطوطها وان شعرهما يتطاير بوحشية إلا أن هنالك إحساسا بالسكينة يسود.
خارجي. مهبط الطائرة.نهاراً
تجلس ثيلما فجأة. تتجاوزهما سيارة بوليس من ولاية اريزونا متجهة نحو الشرق.
ثيلما: خراء لويز.. هل تعتقدي انه رآنا؟
لويز: لا أدري،ولكن دعينا نترك المكان.
من منظور –لويز – مرآة الانعكاس إلى الخلف
تقطع سيارة البوليس عبر الوسط لتبدأ ملاحقة الفتيات
الأضواء تبرق وتتلألأ.
داخلي.سيارة.نهاراً
لويز: هل وضعت حزام الأمان؟
تضع ثيلما حزام الأمان. تنطلق لويز بالسيارة تاركة مسافة بينهما وبين سيارة البوليس. تنظر ثيلما إلى الخلف نحو سيارة البوليس. تبدو خائفة.
ثيلما: أعتقد أنه كان علينا أن نضع نوعاً من الخطة لما علينا أن نفعله إذا ما ألقي القبض علينا.
لويز: نعم، هذا صحيح.... لن يلقى القبض علينا.
داخلي. سيارة بوليس ولاية اريزونا – نهاراً
رجل البوليس يجلس أمام الراديو.
رجل البوليس 1... نطلب مساعدة. لملاحقة سيارة خضراء تي بيرد، 1966، رخصة، سبعة، واحد، تسعة، وليم ، زيبرا، آدام...
راديوا (صوت خارجي): روجر. انصحك.... (ينقطع الخط).... مسلحون وخطرون جداً...
خارجي. المركز الرئيسي لبوليس ولاية أريزونا-نهاراً
تنطلق سيارات بوليس الولاية متدفقة بلا توقف خارج موقف السيارات الخاص بها واضواؤها تبرق متلألئة بينما يتراكض رجال البوليس الآخرون نحو سياراتهم التي ما زالت تقف في الموقف.
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: كم نبعد عن مكسيكو؟
لويز: حوالي مائتين وخمسين ميلاً.
ثيلما: كم تعتقدين تأخذ هذه المسافة من الزمن لنقطعها؟
خارجي. طريق صحراوي –نهاراً
الآن هنالك سيارتا بوليس خلفهما حوالي نصف ميل إلى الخلف. انهما تسيران بسرعة كبيرة. طائرة هليوكبتر تابعة للبوليس تلحق بهما وتأمرهما بالتوقّف.
تقف ثيلما وتبعدها.
ثيلما: نحن ذاهبتان إلى المكسيك!
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما (تنظر إلى الخلف) اوه أوه. هنالك واحدة أخرى.
لويز وثيلما كلتاهما تنظران إلى سيارتي البوليس التي تتبعهما. تستديران لتريا مباشرة سيارة ثالثة لبوليس ولاية اريزونا وقد وقفت في منتصف تقاطع للطريق الوحيد التى يقطعها منذ أميال. تصرخ الاثنتان. تستدير لويز بسرعة لتتفادى ضربها في العرض. تخرج خارج الطريق وعليها أن تناضل لتعيد سيارتها إلى الطريق، تاركة خلفها غيمة ضخمة من الغبار.
لويز: خراء.
ثيلما: هل رأيت ذلك الرجل؟ لقد كان مباشرة في منتصف الطريق!
خارجي. طريق صحراوي –نهاراً
تقترب سيارتا البوليس الأولى من نفس التقاطع.
أنهما يسوقان السيارات جنباً إلى جنب. ما زال هنالك غيمة ضخمة من الغبار تغطي الآن السيارة الثالثة في منتصف التقاطع.
داخلي. سيارة البوليس 1 من منظورها – نهاراً
غيمه ضخمة من الغبار تهبُّ عبر الطريق عندما يصل إلى التقاطع. تنقشع لتظهر السيارة الثالثة في منتصف الطريق، مباشرة عندما يصل هو وسيارة البوليس 2 إلى التقاطع. زاوية على البوليس 1 وهو يصرخ وينحرف نحو اليمين.
داخلي-سيارة البوليس 3 - نهاراً
زاوية على رجل البوليس 3 وهو يرى سيارتي البوليس يتجهان مباشرة نحوه بسرعة 120كيلومتر/الساعة. يصرخ ويربض في المقعد.
زاوية اخرى – سيارة البوليس 1
تنحرف نحو اليمين. سيارة البوليس 2 تنحرف نحو اليسار، والاثنان بالكاد يخطئان سيارة البوليس 3
زاوية أُخْرَى
بينما تنطلق سيارة البوليس 1 وسيارة البوليس 2 متجهتان نحو الطريق مباشرة بجانب بعضهما.
داخلي. سيارة البوليس 3 نهاراً
يجلس البوليس 3 في المقعد. لا يصدق انه لم يمت.
يحرّك سيارته وينطلق إلى الطريق خلفهما.
داخلي. سيارة –نهاراً
لويز: تنظر إلى المرآة الخلفية، خراء!
ثيلما: ماذا؟
لويز: ماذا ؟! ماذا تعتقدين؟!
ثيلما: أوه.
خارجي.شبح بلدة صحراوية-نهاراً
تنطلق ثيلما ولويز بين بنايات ما زالت قائمة منذ أن كان القطار يمرّ هناك. هنالك شارعان متوازيان على جانبي الشارع الذي تسيران عليه وبينما تمران بالبنايات، تستطيعان أن تريا سيارة البوليس تزأر على هذه الشوارع المتوازية محاولة توجيههم بعيداً عند مرورها. لويز تهزمهم وسيارتها تزعق منطلقة.
لويز: كان علينا أن نملأ سيارتنا قبل أن ننسف الشاحنة.
ثيلما: لماذا؟
لويز: ربما سيقبضون عليناعندما نقف من أجل الوقود!
ثيلما: أعرف أن هذا كله كان خطأي، أعرف أنه كذلك.
لويز: هنالك شيء عليك أن تدركينه الآن، يا ثيلما ان هذا ليس خطأك.
ثيلما: لويز... مهما حدث فأنا سعيدة لقدومي معك.
لويز: أنت مجنونة.
خارجي. طريق صحراوي-نهاراً
تنحرف لويز بعيداً عن الطريق وتبدأ في السير عبر الصحراء.
تتوجه سيارات البوليس جميعها نحو الصحراء لملاحقتهما.
انهما الآن ملاحقتان بحوالي خمس عشرة سيارة.
داخلي. سيارة-نهاراً
ثيلما: أنت صديقة حقيقية.
لويز: أنت أيضاً، ياعزيزتي، أفضلهن.
ثيلما: أعتقد انني جننت قليلاً، هوه؟
لويز: كلا... أنت دائماً كنت مجنونة، هذه كانت فرصتك الأولى للتعبير عن نفسك.
ثيلما: أعتقد أن كل شيء من الآن فصاعداً سيكون خراءً.
لويز: غير محتمل، أتخيل ذلك.
ثيلما: أعتقد أن كل ما سنخسره قد خسرناه على أي حال.
تبتسمان.
خارجي. الصحراء-نهاراً
المظهر يبدو وكأن هنالك جيشاً. لقد انضم المزيد من رجال البوليس. ومن كل الاتجاهات تتجمع سيارات البوليس عبر الصحراء، بالرغم من أنه ليس اي منهم أمامهن ومن بعيد هنالك طائرة هليوكبتر تنضم إلى الملاحقة.
داخلي. سيارة. نهاراً
تنظر ثيلما إلى أعلى بعيداً.
ثيلما: لويز!
لويز: ماذا؟
ثيلما: بحق جهنم ما هذا الذي فوق؟
لويز: أين؟
ثيلما: فوق بعيداً أمامنا!
تبذل لويز جهداً لترى. مهما يكن فلويز تتدحرج نحوه، والسيارة تترك الأرض وهما تطيران في الصحراء.
لويز: أوه، يا إلهي!
تبدأ لويز في الضحك والبكاء في نفس الوقت.
ثيلما: ماذا بحق الجحيم هذا؟!
لويز: انه جراند كانيون الملعون!
خارجي.الصحراء. نهاراً
خلفهما حائط ضخم من الغبار خلفته سيارات البوليس التي تتبعهما.. وأمامهما، تظهر أكبر فأكبر كل لحظة، روعة ورهبة الجراند كانيون.
داخلي. سيارة – نهاراً
ثيلما: أليس جميلاً ؟!!
لويز: إنه هائل!
الدموع تنهمر من عينا لويز فتتدفّق على وجهها وهي تدرك أنه لا مفر أمامها. تتابع الاندفاع باتجاهه دون أن تبطئ.
خارجي. صحراء – نهاراً
جميع سيارات البوليس تتبعهما. بينها وبينهما حوالي نصف ميل.
السيارة تهتز وتطير عبر الصحراء. أخيراً، تصلان على بعد عشرين ياردة من الحافة فتوقف لويز الفرامل.
تنتظر ثيلما ولويز باقي السيارات لتلحق بهما. تصطف سيارات البوليس صفاً واحداً حوالي مائة ياردة خلفهما. غبار السيارات يندفع فيخترقهما. إنهما تجلسان ولا تفعلان سوى النظر إلى الجراند كانيون.
من الكانيون، ترتفع طائرة الـ FBI من أمام السيارة.
داخلي-سيارة-نهاراً
ثيلما: يا الهي! انها تبدو كالجيش!
لويز: كل هذا من أجلنا؟
تبدأ ثيلما في الضحك. اهتمام لويز ينصبّ على كيف تتلافي نبات الصبار والعقبات الأخرى التي تقع أمامها.
داخلي. طائرة الـ FBI – نهاراً
تهبط الطائرة أرضاً خلف صف سيارات البوليس.
من منظور هال
يرى ثيلما ولويز متقابلتين وجهاً لوجه. شكلهما لطيف جداً. لا يملك إلا أن يتابع النظر إليهما. يستعير المنظار من ماكس. يرى ثيلما ولويز في السيارة.
بعض هدافي البوليس يتدربون على بنادق نصف اتوماتيكية.
ينظر هال إلى ماكس.
هال: هاي! لا تدعهم يطلقوا النار على هاتين الفتاتين.
هذا شيءكثير. لديهم بنادق موجهة إليهما.
ماكس: السيدات مسلحات، يا هال هذا شيء عادي.
ابقى هادئاً في مكانك. هؤلاء الأولاد يعرفون ماذا يفعلون.
يتسلق ماكس ليخرج من الطائرة يجلس هال لحظة ثم يقفز إلى الخارج ويتبع ماكس.
البوليس (مخاطباً وراء مكبر الصوت)
هنا دورية شرطة أريزونا. أنتما مقبوض عليكما. انتما تعتبران مسلحتين وخطرتين. اي فشل في إطاعة الأوامر يعتبر فعل إعتداء علينا.
داخلي. سيارة-نهاراً
ثيلما: والآن ماذا؟
لويز: لن نستسلم يا ثيلما.
ثيلما: إذا لن نسمح باعتقالنا.
لويز: عن ماذا تتكلمين؟
ثيلما: (تشير إلى الجراند كانيون) اذهبي
لويز: اذهب؟
تبتسم ثيلما لها.
ثيلما: اذهبي
الايدي مرتفعة في الهواء
خارجي. صحراء – نهاراً
هال على وشك الخروج من جلده. لا يصدق أن هذا الموضوع بدأ يخرج عن سيطرته، يقفز أمام ماكس.
هال: ماكس ! دعني أخاطبهما ! لا أستطيع أن أصدق هذا!
عليك أن تفعل شيئاً هنا!
يدور ماكس حول هال ويتابع سيره. يقفز هال أمام ماكس مرة ثانية ويسد طريقه.
هال: آسف لإزعاجك، اعرف أنك مشغول حقاً الآن، ولكن كم من المرات، يا ماكس؟ كم من المرات على هذه المرأة أن تتحمل الإذلال؟ يمكنك أن ترفع اصبعك فتخلص عجيزتها ومع ذلك فأنت لا تفعل ذلك.
ماكس (يمسك هال): أمسك نفسك! انت بعيد جداً عن الفصل العادل في هذه القضية، والآن تفضّل! إهدأ! لا تجعلني أندم على اصطحابك إلى هنا!
يترك ماكس صدر سترة هال.
هال (تحت أنفاسه) خراء ! لا أستطيع أن أصدق هذا!
يسير هال وعلى وجهه مظهر غير المقتنع. إنه يهزّ رأسه.
تدريجيّاً يسرع قافزاً ويبدأ في الاتجاه نحو الخط الأمامي.
ماكس (يصرخ) هاي. هاي!
يركض هال الآن ويبعد الصف الأمامي من السيارات. هنالك فوضى عارمة بين الضباط عند الصف الأمامي. البعض يصرخ، والبعض الآخر يخفض بنادقه ليرى.
ضابط أريزونا 1: ماذا بحق الجحيم؟!
ضابط أريزونا 2 (يخفض بندقيته) ابن الكلب يقف في طريقي!
داخلي. سيارة – نهاراً
ما زالتا تنظران إلى بعضهما البعض نظرة قاسية.
ثيلما: أنت صديقة طيبة.
لويز: أنت، أيضاً، يا حلوتي، أحسن واحدة.
تبدأ موسيقى ب ب كينج بعنوان «من الأفضل الا تنظر إلى أسفل». بانها متفائلة وسعيدة جداً.
لويز: هل أنت متأكدة.
تهز ثيلما رأسها بالموافقة.
ثيلما: اضربيها..
تجهز لويز السيارة للإنطلاق وتطلقها.
خارجي. صحراء – نهاراً
تتسع عينا هال لحظة لما يراه، ثم يلبسه إحساس بالهدوء ونرى على فمه كلمة «حسناً».
اغنية ب.ب كينج (صوت خارجي)
كنت أتجول رأيت بعض الأشياء،
ناس يتحركون أسرع من سرعة الصوت،
اسرع من رصاصة مسرعة.
ناس يعيشون كسوبرمان، كل النهار وكل الليل.
لن أقول إن كان هذا خاطئاً ولن أقول انه صحيح.
أنا نفسي سريع جداً.
ولكن لدي نصيحة أود أن أنشرها، هنا تماماً
في كلمات هذه الأغنية...
خارجي.صحراء-نهاراً
يخفض رجال الشرطة أسلحتهم وقد غطّت وجوههم نظرات الصدمة وعدم التصديق. تهب غيمة من الغبار تخترق الإطار بينما تبحر السيارة المسرعة فوق حافة الهوية.
اغنية ب.ب كينج (صوت خارجي)
من الأفضل ألا تنظر إلى الأسفل، إذا ما كنت تريد متابعة الطيران.
ضع المطرقة إلى أسفل، واتركها منطلقتاً بأقصى سرعة.
من الأفضل ألا تنظر إلى الوراء وإلا فستجهش بالبكاء.
باستطاعتك إبقاءها متحركة إذا لم تنظر إلى أسفل.
إظلام تدريجي
النهاية               
 
مها لطفي
كاتبة ومترجمة من لبنان


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire