lundi 30 avril 2012

السيناريو كيف تكتبه؟


كيف تكتب السيناريو
     الكل يعرف ويقرأ على التترات ( قصة وسيناريو وحوار )  فلان  ، وإما يقرأون قصة فلان ، سيناريو وحوار فلان ، وهو تفصيل علمي منهجي يصلح لأن يكون مدخلا صالحا حسنا لتعرفنا على كيفية كتابة السيناريو . معنى ذلك أن السيناريو ليس قصة تروى بالصورة كما عرفوها واختصروها ودمجوا كل عناصره فى تعريف لا يسمن ولا يغنى من جوع إلا للعوام الذين يظنون أن السيناريو هو كل شيء  وهذا مورد غير صحيح ، لأنه يحمل من يريد تعلم كتابة السيناريو ما يشق عليه ولا يفلح فيه إطلاقا ، لأنه ليس بمقدور بشر مهما كان أن يخلق الموهبة لدى من يريد أن يتعلم السيناريو بمفهومه العام وليس الأكاديمي والمنهجي والعلمي ، بأن السيناريو قصة مفصله بطريقة فنية سنعرفها بالتفصيل ، وعليه سنفصل بين القصة والسيناريو .

وسنتناول السيناريو بالمعنى الحرفي للكلمة أولا:
   فهو عبارة عن رسم بياني ، وبناء تخطيطي ، ومفصل جيني ، وسياق تكاملي   وخارطة طريق ، ومضمون أمين ، يحمل ويفسر ويخلق قصة خلقا ثانيا لتيسر على المخرج تصويرها من كونها شخوص وامكنة متخيلة قريبة من الواقع لا حركة قيها إلا من تخيلها،  لتكون واقعا يتحرك كأنه دنيا حقيقية ،سواء كتبه نفس الكاتب أو كتبها غيره ؛ لأن السيناريو مجرد وسيط وليس أصيلا ما بين القصة والمشاهد؛ لأنه لا يقصد به جمهور بعينه سواء من القراء كالرواية أو إلى المشاهدين كفيلم ، ولذلك هو عمل أدبي –لا ريب-  غير مكتمل بسبب عدم قدرته بنفسه للوصل إلى جمهور بغية الأدباء والصناع ، وهو ما ينتقص من قدره الأدبي ، ولكن تظل قدرته الفنية هى الباقية التى يشعر بها المشاهد من جراء البناء الصحيح والوصف التفصيلي بإلباسه ثوب الواقع لتصويره فيه ، والواقع يعرفه المشاهد من أمكنة وشوارع وبشر وغيرهم  .
     كأن كاتب السيناريو مهندس عليه أن يخطط ويرسم على الورق قطعة من الارض أو من المادة أو من الخام ، وعلى الحرفيين من خلال مقاولهم أن ينفذوا هذا المخطط على ارض الواقع لكى يكون بناء يتحرك ويرى ، والمقاول هو المخرج والحرفيين باقي فريقه ، بينما الخامات هى الممثلين ، والأرض أو الخامة هى القصة.
- المؤلف هو الخالق الأول للقصة
- السينارست هو الخالق الثاني لها
- القصة هى الخلق الأول
- السيناريو هو الخلق الثاني
- القصة جسد بدون روح
- السيناريو هو الروح التى تحرك وتتحكم فى الجسد.
قد فرقنا هنا بين السيناريو الكامل الذى يحوى فى طياته القصة ، وبين السيناريو الحرفى الذى يقوم على القصة ، وهذا التعريف العلمي المنهجي ، وليس كما هو شائع بين العوام الذين يعتبرون السيناريو هو كل لا يتجزأ عن القصة والحوار عرف الدراما.
ــــــــــــــــــــــ
 السيناريو له وجهان :
 الوجه الأول:
 إن السيناريو تابع للقصة ومفسر وخالق ثان لها ، وهو الأفضل بالطبع ؛ لأنه ليس كل كاتب سيناريو مؤلف مبدع قادر على خلق القصة ، بل ربما يكون متعلم محترف يفصل قصة الغير دون أن يكون لديه المقدرة على خلقها ، وهنا تتحكم الموهبة ، فالموهوب السينارست هو القادر على خلق القصة وكتابة السيناريو لها أى هو الذى يخلق الخلق الأول والخلق الثاني وربما يجمعهما سويا فلا تسريب عليه .

الوجه الثاني :
 إن السيناريو يكون هو الخالق للقصة بين جنباته ويحملها معه  وهو المفهوم العام وهو غير دقيق لمن يريد التعلم ، ومع ذلك سنتناوله بشكل مفصل ونقصد به من يمتلك الموهبة الأدبية ويريد أن يتعلم كتابة السيناريو ، ويحتاج إلى وقت طويل وتفسير وشرح عظيم .
    السيناريو له شكل ثابت ومتفق ومتعارف عليه ، وله مضمون من الحتمى أن يكون متغيرا لأنه جوهر القصة التى يجب أن تكون متغيرة من سيناريو إلى آخر.
فمن ناحية الشكل
يتكون من مشاهد وهى لبنته الأولى والأهم فيه
والمشهد يتكون من صفحات
تقسم الصفحة إلى ثلاث اعمدة رأسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد (1)                                     ليل / خارجى
ميدان التحرير
- لقطه عامه تكشف وتوضح الميدان المزدحم بالمركبات والبشر والضوضاء ، والجو شتوي قارص البرد ، يغلفه سحابة سوداء وهو ما يساعد على إرباك الحركة التى تبدو غير طبيعية ، ويعلو ضجيج المركبات المتداخل ، ويبدأ المطر فى الهطول بقطرات بلورية  

(صوت محركات السيارات يتداخل مع صوت سريناتها )






(صوت قطرات الأمطار )
- المارة يسرعون الخطى ومنهم من يبحث عن جريدة أو ورقة أو خلافه ليضعها على رأسه


- من تجاه عمر مكرم  سيدة شابة جميلة تمسك بأولادها لتعبر بهم الطريق نحو الاتجاه الأخر من الطريق الأيمن حيث موقف الباص المتجه نحو كبرى قصر النيل


- سيارة مسرعة تدخل يختل توازن سائقها فى نفس اللحظة التى تقطع فيها السيدة وأولادها الطريق فتصدمها السيارة




(مؤثر موسيقى )
- السيدة تلقى على الأرض وأولادها
-تتوقف حركة الشارع تماما


(اصوات احتكاك عجلات المركبات جراء الفرامل) 
- شخص يجرى نحوها يهتف فى المارة

شخص

حد يطلب الإسعاف بسرعة
- سائق السيارة ينزل منها بسرعة وهو يتصبب عرقا


- الناس تلتف حول السيدة تساعدها على القيام لتطمئن عليها وعلى أولادها الذين يغرقون فى دمائهم وهم يصرخون


- يدخل شاب قوى النية وسيم الشكل(نادر) فى حوالى الثلاثين يتقدم وبانفعال شيد





- يتناول ولديه من على الارض ويضمهما الى صدره ويصرخ حتى يسمع تاوهات ولديه فيضمهما الى صدره ثم يرفعهما امام ناظريه يطمئن عليهما غير مصدق 
- من اتجاه القصر العينى تحاول سيارة الاسعاف ان تشق طريقها بصعوبة بالغة والمركبات لا تلقى لها بالا رغم صفيرها المتواصل 



نادر



ايه الى انت عملتو دا يا بجم.. انت ما بتعرفشى تسوق ولا ايه ؟  انت ما بتشفشى ..انا هاخلى يومك اسود






( صوت صفير الاسعاف )
 قطــــع
( بالطبع هذه الخطوط وهذا الجدول يجب الا بظهر فى الصفحة وقد رسمته هنا للتوضيح والتنسيق )
 القسم الأول الأيمن يتساوى تماما مع القسم الثالث الأيسر ، ويتبقى القسم الثاني الوسط وهو اقلهم تماما لأنه خانة يكتب فيها اسم الشخصيات
1- القسم الأيمن يعنون أولا برقم المشهد ورقم الحلقة ، فى الفيلم نكتب المشهد (1)  وفى المسلسل نكتب المشهد (1/ح/1) أي المشهد واحد حلقة واحد ، يختص بوصف المشهد بما يشمله من مكان وزمان وشخصيات المشهد نفسه من يقومون بالفعل وعليك وصف حركتهم الجسدية والنفسية وكل ما يتعلق بالحركة والصورة والمكان وحتى الزمان إن كان فى الصيف أم فى الشتاء أم فى الربيع لان ذلك مرتبط بملابس الشخصيات والتأثيرات الطبيعية وغيرها حتى تكون أكثر حرفيه ومشابهة للواقع الذى نعيشه تماما ، كما انه يساعدد فى تكثيف الحدث الدرامى وأداء الشخصيات تصرفاتها ،
كما لابد أن يكتب باللغة العربية الفصحى وهو ما يقربه من ناحية الأدب حيث تكمن صلاحية اللغة المكون الأساسى للأدب بجانب الفكر ( معتقد المؤلف والبطل ) والفكرة  ( قضية واشكالية القصة التى تود طرحا ) بالطبع.

2-   القسم الأوسط يكتب فيه أسماء الشخصيات التى تتحدث وتقول .
3-   القسم الأيسر هو قسم الحوار  ويكتب بالهجة العامية كما ننطقها من بلد إلى آخر ويعنون
بالزمان ليل أم نهار ، داخلي أم خارجي ، كما يشمل حوار الشخصيات والمؤثرات سوا كانت موسيقية أم طبيعيه أو غيرها كل ما نسمعه وليس شرطا كل ما نراه ، وذلك بين ( قوسين ) وكذا فى حالة التأزم الدرامي حادثة مثلا أو حدث تصادمى أو غيره أو صراع محتدم  ، نكتب مؤثر موسيقى ، وهى إشارة إلى واضع ومؤلف الموسيقى التصويرية أن ينتبه ويميز هذا الجزء بعزف أو لحن معين  .

وحتى نبنى السيناريو يجب أن نخلق القصة قبل الشروع فى السيناريو
ونخلق القصة لكى نلبسها جسد السيناريو
وجسد السيناريو ينقسم إلى سبعة أقسام
فيجب عليك أن تحدد السيناريو هل هو لفيلم أم لمسلسل أو غيره
ثم تحدد الطول المطلوب فإن كان فيلما فمدته 120 دقيقة اى يساوى 120 ورقه وهو مدة الفيلم القياسى وهنا كمثال
يجب تقسيم 120 دقيقة على 7 أسس لان بناء القصة الدرامية يبنى على سبعة أسس : البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
ويكون حاصل القسمة 120 على 7 يساوى حوالى 27 ورقة أى دقيقة
بمعنى أن كل أس من الأسس عليك أن تكتبه فى 27 صفحة.
بخمس مواضع حبكة كبرى ، تتجلى فى نهاية كل أس ، يجب أن يحدث تغير فى خط سير الاحداث وسنشرحها فيما بعد بالتفصيل لانها لب البناء الجيد الحسن .
الأسس السبعة هى التى تخلق التطور والتصاعد فى الأحداث وتضمن الترابط الحتمي والحبكة الجيدة ومن الأفضل كتابتها بلغة ادبية مختصرة جدا حتى تكون بمثابة خارطة تسير عليها حتى لا تتوه عند تفصيل السيناريو، وهو ايضا عرف صناع الدراما ، ويعرف بالملخص ، او المعالجة التريتمنت ، وهو ما يقدم للمنتج حتى يعرف محتوى السيناريو قبل ان يجهد نفسه فى قراءته بالكامل.  
وسيكون سيناريو الفيلم كمثال ودليل لما هو متفق عليه فى العالم اجمع ، حيث مدة الفيلم 120 دقيقة ، والدقيقة تساوى ورقه فى السيناريو ، بمعنى أن السيناريو أيضا سيكون 120 ورقة ، تتوزع على عدد غير قليل من المشاهد لا تقل كثيرا عن 120 ، وربما تزيد حسب مساحة المشهد الذى يستغرق طوله من نصف دقيقه إلى ثلاث دقائق على الاكثر.
يبنى السيناريو على المشاهد المتتابعة المرقمة
ونبدأ من وحدة السيناريو ولبنته الأولى وهو
المشهد
يكتب المشهد فى صفحة أو أكثر
فى رأس المشهد  رأس الصفحة عنوانها  فى السطر الأول ،
- على اليمين يعنون برقم المشهد حيث تكتب : المشهد ( 1 ) بين قوصين تكتب رقمه .
- وعلى يسار الصفحة يكتب الزمان :  ليل / داخلي ، أو نهار / خارجي ، أو ليل / خارجي ، أو نهار / داخلي .
- فى السطر الثاني  وفى وسط الصفحة يكتب عنوان المشهد اى المكان الذى سيدور فيه المشهد ، مثلا ميدان التحرير
-        من بعد العنوان ومن السطر الثالث تقسم الصفحة إلى ثلاث أعمدة
-        الأول منها الأيمن يساوى الثالث الأيسر فى المساحة ،
-         ويتبقى العمود الثاني فى المنتصف وهو اقلهم مساحة فهو يخص اسم الشخصية فقط ،
-        العمود الثالث ويختص بالحوار ما بين الشخصيات
1- العمود الأيمن يخص السيناريو
2- تبدأ بشرطه (- ) من أول السطر وهى بمثابة بداية اللقطة ما تراه الكاميرا وتبدأ فى وصف المكان الذى يدور فيه المشهد ووصف الشخصيات وأسمائهم وصفاتهم وأعمارهم وكل ما يتعلق بهم ، وأيضا ما يخص المكان والزمان والمؤثرات الصوتية من موسيقية أو طبيعيه أو غيرها.
3- قيمة الشرطة هى إشارة أو دليل للمخرج انك تريد البداية من هنا ، وفى بعض الأحوال التى تريد ان تصور الميدان كاملا كما قلنا ميدان التحرير وتريد إظهاره كاملا ، هنا تكمن ثقافتك بان تعبر بتعبير فنى يخص نوع من أنواع عدسات التصوير وتكتب
4- لقطه عامة أو لونج شوت ، وهى ليست تعليمات للمخرج بقدر ما توضح وتسهل مقصدك لتوفر عليك عناء الوصف .
5- كذلك إذا ما أردت التركيز على شيء صغير تريد إظهاره فتستعمل الشرطة وتكتب على كذا ، أو تكتب كلوز أب .
6- وإذا ما أردت التراجع تكتب زوم باك
8-  فى نهاية المشهد تكتب كلمة ( قطــــــع ) ثم تنتقل إلى مشهد أخر فى مكان أخر فى ورقة جديدة تماما .

الجزء الثانى من السيناريو : مثال للبداية
المشهد 1/ح/1                                         نهار / خارجى
الساحة أمام دار اللنشامى
- لقطة عامة تكشف التلال ثم المساحات الزراعية حتى  منازل العرب ثم  واجهة دار اللنشامى حيث يقف الشيخ ( اللنشامى ) في حوالي الخامسة والخمسين ذو لحية بيضاء وأمامه عدد من فوارس العرب يمتطون صهوة جيادهم ومنهم ولديه سليمان فى حوالى الثلاثين وعامر فى العشرين يرتدون الملابس البدوية


- يحدثهم بانفعال وضيق وغضب شديد

اللنشامى

ابحثوا عنه فى كل ديار العرب .. فى الصحارى والوديان والجبال.. ما تعاودوا إلا أبه موثق بالحبال .. تجره الجياد .. وأنا فى انتظاركم .. ما حيغمض إلي جفن .. حتى تعودا ظافرين
- يرفع لهم يده إيذانا بالتحرك


- الفوارس ينطلقون بجيادهم كل مجموعة تذهب فى اتجاه  منهم إلى الزراعات ومنهم إلى التلال ومنهم إلى المنازل


- على باب البيت الكبير المفتوح على مصراعيه تظهر حليمة فى حوالي الخمسين متشحة بالسواد تبكى بصوت غير مسموع والى جوارها بعض البنات والسيدات يبكين




( مؤثر موسيقى عزف منفرد على المجرونة ) 
قطـــــــــــــــــــع
المشهد 2/ح/1                                                    نهار / خارجى
الساحة أمام بيت العمدة
- لقطة عامة سريعة لواجهة البت المكون من طابقين كبيرين مزين بالأشجار ، ثم التراجع سريعا ليكشف عدد من المركبات المتنوعة من العربات الربع نقل والملاكي والجرار الزراعي والعربة الكارو


- وهم يهرعون من مركباتهم نحو العمدة الذى يقف أمام بيته يخطب فيهم آمرا بغضب شديد وانفعال أكيد وحزن عميق


وانكسار عظيم  وقلق كبير
العمدة
دوروا عليه فى كل مكان .. ما تخلوش غيط ولا بيت الا تفتشوا فيه ..فى العرب فى الحضر .. مافيش حد يوقف قدامكم ابدا ..
واذا لقيتوه اقتلوه .. ايوه اقتلوه


( مؤثر موسيقى )
- من بين أهل القرية
رجل
وبنتك يا حضرة العمدة الى هربها معاه ؟!
- العمدة يتوقف يحتار لهذا السؤال المفاجأ ويراوح مكانه ويرسل بصرة إلى زوجته حميدة التى تقف على جانب وبعض السيدات وهى تبكى بحرقه تتطلع إليه بنظرة خاطفة

( مؤثر موسيقى ) 
- فيعود بعينيه إلى الرجل
العمدة
ترجعوها سليمة .. ايوه سليمه .. وأنا حيبقالى تصرف تانى معاها ..

الجميع
حنلاقيها يا عمدة وحنرجعهالك إن شاء الله
- الجميع ينصرف إلى مركباتهم ودوابهم يستقلونها وينطلقون فى اتجاهات مختلفة


قطــــــــــــــــــــــــــــــــع
المشهد3/ح/1                                              ليل/ خارجى
محطة أتوبيس الترجمان
ـ يدخل الأتوبيس المفترض القادم من الداخلة القاهرة حتى يتوقف في مكانه بين الأتوبيسات حيث هي محطة عامة جامعة ، ثم يفتح الباب الامامى الجانبى

( صوت محرك الأتوبيس )




- ينزل الركاب تباعا من الباب

( يختفى صوت المحرك )
ـ من بين الركاب ينزل شاب وجيه ذو لحية قصيرة مهذبة (  نعمان ) فى حوالي الثلاثين قوى البنيان يرتدى الجلباب الأبيض والغترة البيضاء يميل إلى الملامح البدوية العربية   وهو يحمل خرجه علي كتفه وينزل الدرج ويتجه إلى الكومسارى الذي يفتح الشنطة الجانبية للأتوبيس ويستخرج الحقائب 







نعمان

كمسرى







هي دي مصر يا حضرة الكومسري

ايوه دي مصر يا حضرة الشيخ
ـ تنزل فتاة جميلة ترتدى الملابس المحتشمة ذات ملامح ريفية  ( نعمات ) فى حوالى الخامسة والعشرين تحمل شنطة يدها والشنطة الأخرى التي تخص عملها تمشى مطربة  وتبتعد قليلا عن الأتوبيس وهي تنظر بطرف عينها لنعمان ليتبعها

( مؤثر موسيقى )
- من بين الركاب من يحملق فيها


ـ نعمان يتبعها حتى مسافة دون ان يلفت الانظار


قــــــــطع

مشهد 4ح/1                                           ليل / خارجي
شوارع القاهرة
ـ فى احدى الشوارع الشهيرة ليكن شارع رمسيس والوقت متأخر وتهدا حركة الشارع نعمات تضع شنطة يدها تعلقها في كتفها والأخرى تحملها في يدها اليسرى وهي تسير ثم تتوقف وتنظر ورائها





 نعمات





 خلاص.. تعال أمشى جنبي ..بعدنا عن الأتوبيس وعن كل اللي ممكن يعرفونا
ـ نعمان من مسافة وراءها يلحق بها سعيدا مضطربا لا يخفى حيرته ولا اعجابه

نعمان

الله علي مصر
- بشيء من السعادة التى يغلفها القلق 
نعمات
هو أنت لسه شوفت حاجه.. وبعدين تسأل الكومسارى ليه.. أنت مش عارف إني اعرف مصر كويس ..عشت فيها أربع سنين ..بادرس في جامعة القاهرة ..كلية الحقوق ..وليا صحبات كمان هنا
 - فى تعجب كبير غير مريح
نعمان
صحبات..تفتكرى هايظلوا يتذكروكي

نعمات
المهم هنعمل ايه؟
ـ بسعادة غامرة يشوبها شيء من الاضطراب

نعمان

انتي دليلي يا حبيبتى  ..كما انك غايتى ومناى جبل كل شىء ..وجبل ما اعرف أي شىء..لازم اوفى بوعدى


نعمات

مش لما نشوف سكن الأول
قــــــــطع
تكلمنا عن السيناريو بشكل عام فى الجزء الاول وتعجلنا فيه شكل السيناريو لأنه مراد الكثير من الإخوة ، دون أن نعطى الشرح حقه لان شكل كتابة السيناريو وحده ليس كافيا ، ربما يتيسر على من لديه موهبة كتابة القصة ،لأنه يعرف كيفية الكتابة لهذا الفن الذى لا يختلف كثيرا عن فن الكتابة الدرامية بشكل عام ، ومنها بالطبع السيناريو جوهر ما يفرق بينها كمرحلة أولى .
وهذا كلام ليس على عواهنه بل كلام علمى لان أصل كتابة القصة بصفة العموم واحد لكل أنواع وأجناس وأصناف القص ولو أجملناها باختصار تكون على النحو التالى :
1- الأسس : وهذه الأسس المركبة لا الأسس البسيطة  التى تعارف الجميع عليها من بداية وعقدة وحل ، أو مقدمة وذروة ونهاية 
 البداية – الابتلاء – الزلة – العقدة – الانفراجة – التعرف – النهاية
2- المكونات : الأفعال ( الأحداث ) – المكان – الزمان – الديكور – المؤثرات الصوتية
3- القواعد : الصراع – الحبكة – التغير – التحول
4- القوانين : سبب ونتيجة – حتمى ومحتمل – فعل رد فعل – عقدة وحل – هدف وعمل
5- الأصول : الشخصيات – الفكر – الفكرة – اللغة
7- الوسائل : وهى ما تختلف وتفرق ما بين الأدب الروائي والأدب الدرامي ، ما بين الكتاب المقروء ، وما بين شريط العرض المصور.
 وسنتكلم اليوم عن البداية كيف تكون وكيف تبدأ بها على الوصف الذى قد وصفناه وعرفناه وقلنا :
إنها حدث مثير مشوق ممتع غامض ، خيالي أو واقعي ، مبنى على المستحيل الممكن وهو الأفضل والأقوى والأحسن  ، أو على الممكن غير المستحيل وهو العادي المستحب  
ما قدمناه من مشاهد فى سيناريو يمثل جزءا من البداية بلغة الدراما ، ففى حالة الفيلم لديك 27 صفحة لتكتب فيهم البداية بعدد من المشاهد حسب احتياجك إن كنت ستكتب المشهد فى نصف صفحة أو ثلاث صفحات فلا احد يستطيع أن يحدد لك بالضبط عدد المشاهد الحتمية وهى متروكة لك ، غير أن الاختصار الشديد فى المشهد ليس مطلوبا كثيرا ولا يحبه المنتجون لكلفته العالية لما يمثله لهم على الشريط من نصف دقيقة ، ولما يحتاجه القصر من أماكن تصوير كثيرة ، ويسمونها ( لوكيشن ) من المفروض الحتمى أن تكون محدودة بقدر المستطاع فى عدد قليل ، فكلما كانت عدد أماكن التصوير التى هى أماكن المشاهد كثيرة أرهقت فريق العمل وكلفت المنتج كثيرا ، ومن الممكن أن يرفض السيناريو  .
وفى المثال السابق قد أوجدنا أربع أماكن للتصوير
1- أمام بيت اللنشامى2- أمام بيت العمدة3- محطة الاتوبس الترجمان 4-  شوارع القاهرة
وهذه الأماكن ستستعمل كثيرا فى السيناريو بعد ذلك ، وحينها لا تحتاج إلى أن تصفها مرة أخرى ، فكلما كان مكان المشهد جديدا يحتاج إلى وصف لمرة واحدة ويجب استعماله مرات ومرات .
ويتبقى الوجه الادبى الذى من المفترض اشتققنا منه البداية الدرامية وتكون على هذا النحو
 من قصة مسلسل ( رعاة الإبل  )
     تسرى الإشاعة فى كل أنحاء القرية من أن أشعار نعمان اللنشامى ابن شيخ عرب الواحات قد سحر نعمات ابنة العمدة التى رفض زواجه منها  مما حدا بهما أن يهربا إلى مكان غير معلوم ، وما يؤكد الإشاعة أن نعمات لم تعد إلى بيتها بعد انتهاء عملها فى الإدارة التعليمية بالمدينة ، وجن جنون العمدة الذى اخذ كل رجال وسادة القرية يبحثون عنها ، فلم يجدوها فتوجه العمدة برجاله إلى ديار العرب يريدون أن يفتشوا فيها ويتهمون نعمان بأنه خطفها ،  وهو نفس الموقف الذى يقف فيه شيخ العرب اللنشامى الذى بعث فرسانه يبحثون عن ولده نعمان الذى يرجح أنه هرب مع ابنه العمدة إلى مكان غير معلوم . ويقف لهم العرب وعلى رأسهم  الشيخ اللنشامى شيخ مشايخ العرب ويواجهه العمدة من أن ولده نعمان قد خطف ابنته وهى شرفهم ، ويطلب اللنشامى مهلة لأنه أرسل فرسانه ليبحثوا عنه  ، ولكنهم لا يجدونه ، فيحاصره العمدة من أن ولده جاء بفعل عظيم لا يمحوه إلا الدم.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire