jeudi 26 avril 2012

ثقافة سينمائية

التفصيل يخلق شخصية في السينما
  
أ.د. عقيل مهدي يوسف
  

ان كانت الفظائع مختلفة، كذلك هي (الافلام) تقدم موضوعات زاخرة بالتحريض، واعادة التفكير بالطبيعة الاخلاقية والايديولوجية للواقع المعيش (هناك مواضيع اكثر تحريضا والسينما توازي اختراقات استخدام "اللغة والعري" شاهدوا "القيامة الان"، "اناس عراة"، "نورماراي" و"كل ذلك الجاز" في هذه الافلام، نرى وننظر بعين الاعتبار الى ما يلي: مثيرات الحرب من خلال اعادة خلق الحرب الفيتنامية: الام التي اقشعر بدنها من القمع بحيث لم تعد تستطيع ان تعبر عن الحب لولدها، فتاة طيبة وقد تحولت الى زعيمة عمالية تخاطر بمهنتها وحياتها، ومصمم رقصات نيويوركي يجهد نفسه الى حد الموت المبكر قبل الاوان).
الموت يتربص بنا، زرافات ووحدانا – كما يقال – وباتت السينما سلاح عبقري، نطير به الى افاق وسماوات لم تكتشف من قبل وان كان عصرنا، يكثف امراض البشرية، ويشدها في رزمة قاتلة مرعبة، وكأن صندوق (بندورا) الحاوي على الشرور بات لعبة ساذجة تجاه افانين العذاب والتدمير الذي ابتكرناه.
(( قدمت لنا "السينما" العنف في شكل املس بارع، والوحشية مغلفة بورق السيلوفان (..) رأينا قنابل تنفجر في طائرات مخطوفة، وشهدنا في (افلام الكوارث) زلازل وفيضانات وتهدم عمارات شامخة وغرق سفن، وهجوم نحل قاتل وتجميد الاعضاء في بنك، وغزاة لانظمة جسم الانسان فينمون فيه وينبثقون عنه، وحاربنا مهاجمين على متن سفن فضائية وصولا الى البحث الانفعالي عن "الهوية. في فيلم" امرأة غير متزوجة "يجسد" مايكل مورفي "شخصية رجل مقعد يسعى الى الحب من خلال التلاعب بالاخرين، اما في فيلم "كرايمر ضد كرايمر" فتجبر الظروف (داستن هوفمان) على اكتشاف امر مبهج حول مدى قدرته على الرعاية الابوية.. هنا نجد (الطلاق) تجسيدا لازمة شخصية ولتغيير ما) الفردي والجماعي، الخاص والعام، العابر والنموذجي، هي بعض من الاشكاليات "النظرية" التي بحثت فيها نظريات الفيلم الكبرى وليس للفيلم الغرائبي امتياز على ما يسمى بالفلم "الواقعي" إلا بنسبة ما يحتويه كل منهمامن لغة سينمائية، ابداعية. لان الواقعية، وفيها الواقعية الاشتراكية، قدمت معالجات مذهلة وارتقت باللغة البصرية للسينما العالمية. ولا يمكن ان تتحقق "الواقعية" في الفن – حسب بودوفكين - إلا اذا كانت الصورة اعادة تجسيد لواقع موضوعي مصور باقصى الدقة، واقصى الوضوح واقصى العمق، واقصى التعقيد).
اذا كان الامر كذلك، فان هذا يعني ان الارضية المشتركة ما بين الانواع والاجناس السينمائية، هي واحدة ، لان في توصيف (الصورة) على انها (اعادة تجسيد للواقع) انما يعني، انها قائمة على (تجربة خيالية) مغايرة للمألوف المنطقي الرتيب، للوصول الى اقصى دقة ووضوح وتعقيد في الصورة القلمية.
قال (لورنس اوليفيه): انه بمجرد ان يجد الافق المناسب او الحاجبين للشخصية التي يلعبها، يستطيع باقي جسده وذهنه ان يندمج في تلك الصورة الجديدة.
وهذا ما يتوافق مع قناعة (انغمار برغمان) بان الابداع في السينما يبدأ من الوجه الانساني، فانه يستخدم دائما الكاميرا ليعطي الشخصية ومتطلبات الكاميرا، اي فن كشف ما سماه شكسبير "بناء الذهن عن طريق الوجه".
وتلعب (تعبيرات الوجه) دوراً – حيوياً – في المسرح، لكنها في السينما، تعتبر الحامل التعبيري الرئيس للصورة السينمائية، لما تحتويه من أمكانات تعبيرية فذة ومعان مستترة، او مباشرة، ومرونة عالية على تركيب انسقة من البوح الابداعي الذي نطل من خلالها على عالم الشخصية السري.

::::

عن الزمان

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire