lundi 30 avril 2012

هل تريد ان تدخل عالم الفيلم القصير ادخل هنا؟


أول نصيحة تُقدم لمن يريد أن يكون كاتباً, أو مخرجاً هي : إعمل فيلماً قصيراً, وبالأخص, مع ما هو متوفر الآن من تقنيات الديجيتال التي توفر لأيّ شخص يملك كاميرا رقمية, وبعض النقود ", أو بدون نقود", وفكرةً تبدو بسيطة, أو مضحكة في البداية، أن ينتج فيلماً قصيراً، ثمّ يشارك في مهرجان, وربما يفوز بأفضل الجوائز, الفيلم القصير هو أفضل بداية لمن يملك حلماً في صناعة فيلم.
الفرق الواضح  بين الفيلم القصير, والفيلم الطويل, هو مدة الفيلم, سيناريو الفيلم الطويل يتألف من 120 صفحة, أو ساعتان (كلّ صفحة من السيناريو تُعادل دقيقةً على الشاشة), وقد يكون سيناريو الفيلم القصير دقيقةً واحدة, أو يطول لأربعين دقيقة.
الفيلم القصير قد يأخذ عدة أشكال, منها التجريبي، التوثيقي، السردي,  أو الرسوم المتحركة.
يتكون بناء السيناريو في الفيلم الروائي الطويل من ثلاث وحدات, البداية، الوسط, والنهاية, وكل وحدة تحتوي على موضع حبكة, موضع الحبكة هو الحدث الذي يوجه خطّ الفعل في إتجاه آخر, ويدفع القصة إلى الأمام.
يحتوي الفيلم الروائي كذلك على قصة خلفية مفصلة عن الحدث, والشخصيات، وهو كل ما حدث للشخصية قبل يوم, أو أسبوع, أو ساعة من بداية السيناريو.
في سيناريو الفيلم القصير" السرديّ بالتحديد"  ليس هناك وقت لبناء حبكة مفصلة, صَناع الفيلم القصير يتجنبون تقييد الزمن في القصة، إنهم يصنعون أفلاماً ترتكز على موقف, وليس قصة، مواقف في الغالب تكون حقيقية للشخصيات, القصة تختلف بكونها في الفيلم الروائي تُسرد عن طريق  شخصيات تملك حاجة درامية, تُجابه العقبات في طريق تحقيقها, ثم لتجد لها حلاً في النهاية. الشخصيات تواجه, وتنمو, وتتغير، بناء الفيلم يتحدد بهذا النمو, والتطور.
في الفيلم القصير, يجب أن تظهر حاجة الشخصية في بداية الفيلم, وبشكل واضح، العقبات يجب أن تظهر بشكل فوري.
والإتجاه نحو الحل, يجب أن يكون محبوكاً, وبسرعة متقنة, إذا إستطعت أن تأخذ بالإعتبار تلك الحرفيات, وتوظفها بشكل حرفي, تستطيع أن تُبدع في كتابة سيناريو فيلم قصير.

الحوار في الفيلم القصير

عملية الكتابة بمفهومها العام, هي نفسها في الفيلم الروائي الطويل,  والقصير، هناك شخصية تحَول الحدث إلى قصة, السيناريو بحاجة إلى خط قصصي متين, وفكرة,  إلى صراع, هذا الصراع يتجسد في فعل, ويُسرد بصرياً, وليس حوارياً, الحوار عدو الصورة, لكنه ليس عدو الدراما, الحوار أحد أهمّ العناصر في السيناريو، إنه يمتلك حساسية الإندماج بالواقع, والتعبير عن وجهات النظر, وقيادة الحدث إلى الأمام عن طريق التواصل, والمُحادثة، الحوار ليس كشفاً للشخصية, أو شرحاً للقصة، وحين يكون الحوار هو الوسيلة التي تقود الحدث, أو تكشف عن الصراع, فسيكون السيناريو في ورطة كبيرة، وكذلك الحال, حين يستغني الكاتب عن الحوار, أو يستعمله بشكل مقتضب, وغير مفهوم, حين نقول إن السيناريو يُكتب بالصور, معنى ذلك, أن الدراما هي الفعل، الفعل الذي يخلق الصراع – ليس الحوار الذي يكشف الفعل, ويُسطحه.
يمكن أن تقرا أيّ قصة, وتبحث عن المشاهد البصرية فيها, لتحَولها إلى صور, ولكي تجعل من الصراع الداخلي للشخصية "مرئياً", حاول مثلاً أن تكتب حواراً ذاتياً للشخصية, ثم فكر بطريقة تعبر بها عن هذا الحوار بصرياً, الناس ينفعلون بما يرون, لا بما يسمعون .
يحتاج الفيلم القصير إلى الحوار أقلّ من الفيلم الروائي, الفيلم القصير قطعة فنية تعشق الواقع البصري، لذا نرى أن اغلب الأفلام القصيرة مأخوذة عن قصة قصيرة, أو قصيدة.

الفكرة

الفيلم القصير "السردي" يجعل من الواقع سحراً, وهذه ميزته، مدته القصيرة سبب جماليته, لكنه, إن وقع في النرجسية, أو الغموض التي غالباً ما تصف كثيراً من الأفلام  تحت عنوان التجريب, فإنه يصبح  فناً هامشياً لا معنى له.
ربما يقول البعض : هذه الأفلام القصيرة التي تُنتج, وتُعرض في الكثير من المهرجانات من يشاهدها؟ ولماذا تُنتج؟ هل هي حصراً على هواة, ومحبي السينما؟ هذا الإعتقاد الخاطئ منشأه التخلف في ثقافتنا المتوسطية لكل فنّ, وخصوصاً الفنّ الدرامي, هذا الفن, بالإضافة لكونه مدرسة للسينمائيين, فإنه يمثل ذائقةً فنية للجميع, هنا في ايرلندة ـ على سبيل المثال ـ  هناك برنامج شهري يعرض أفلاماً قصيرة, وإنتاج الطلبة على القناة الرابعة, وهو تقليد يجب أن بكون مستساغاً لذائقتنا العربية, إنها توفر التنوع في المادة الفنية المقدمة, خصوصاً على الفضائيات التي جعلت منا مجتمع أخبار, وأغاني فقط.
هناك بعض الأفلام  القصيرة اللافتة للنظر, والتي لاقت إقبالاً عالمياً, كفيلم "الإرهابي الصغير" للمخرج الهندي(أشفين كومار) الذي كلف إنتاجه 27,000 دولار, ورشح لأاوسكار في 2005. قصة بسيطة, وغنية بمضمونها, تحكي عن طفل باكستاني يلعب مع أصدقاءه الكريكت جنب الحدود المسورة مع الهند، تعبر الكرة بالخطأ الحاجز الحدودي, ويذهب الطفل جمال"12 سنة" لجلبها، فيدخل في عالم آخر, يراه الحارس, ثم يهرب جمال, ليساعده مدرس كبير العمر من القرية الهندية، الحارس يطارد من يعتقد أنه إرهابي مسلم, يبقى جمال في بيت المدرس حتى الليل, حيث يوصله الرجل بمعرفته الطريق الأمين, وحين يحضن جمال من ساعده راجعاً إلى بيته، يهوى الحاجز الذي يفصل فيما بينهم,.يشعر جمال بسعادة مارآه رغم عقاب والدته له.

الإحاطة بالقصة

ليس هناك طريقة مثلى في كتابة السيناريو، ما هو موجود, هي طرق تبين الأسلوب الأفضل في الكتابة, وتوضح الأساليب الخاطئة, المهم معرفة أن المشكلة هي ليست ماذا تكتب، بل كيف تكتب, يمكن أن يكون الفيلم ببساطة رجل يبحث عن عمل ليستحوذ على إنتباه, وإحترام الجمهور، بينما قد يكون إستشهاد البطل مضحكاً في سيناريو فيلم حربي ضخم.
أفضل القصص, تلك التي تومض في المخيلة بسرعة البرق، حين تأتيك فكرة كهذه, حاول أن تكتبها دون تفكير, أو تردد, وحتى دون أيّ إهتمام للأسلوب, أو الإملاء, حاول فقط أن تحافظ على كتابتها بإنسيابية.
البناء السردي للفيلم الروائي يحتاج عموماً إلى عشر دقائق ليسترعي إنتباه مشاهديه, ويدخل إلى صلب الموضوع, لكن الفلم القصير لا يملك هذا الوقت، إذا كان زمن الفيلم القصير 15 دقيقة, فانه يُعتبر طويلاً.
يمكنك أن تدون أيّ ملاحظة بصرية تعترضك في الحياة, لتستخدمها بعد ذلك في السيناريو، حاول أن تركَبها، لا أن تقحمها, هذه تقنية حرفية تجعل من السيناريو متيناً, وبصرياً .
الفيلم القصير مكثف بصرياً, والإعتقاد بأن كتابة فيلم قصير مهمة يسيرة, إعتقاد خاطئ, حين تسرد قصة في عشر دقائق, عليك أن تكون أكثر حذراً, وتركيزاً.
بعد كتابة السيناريو, يمكن أن تتبع خط القصة, بكتابتها بصرياَ, أو كتابة المشاهد الرئيسية, ووضع جدول الثلاث فصول .
كل فصل يتكون من مجموعة مشاهد, الفصل الأول يقدم القصة بصورة واضحة, وسريعة, الفصل الثاني يمثل الأزمة, والصراع الذي تدخل فيه الشخصية الرئيسية, الفصل الثالث هو ذروة الفكرة وإيجاد الحل لها, ونهايتها.
حين تكون القصة موضوعة أمامك للكشف عنها, يكون من السهل إدخال التغييرات عليها في هذه المرحلة التي يمكن أن تسميها مرحلة التركيب, لا يمكنك أن تفعل ذلك حين تكتب السيناريو, لأنك في عملية الكتابة, يجب أن يكون جلّ إهتمامك هو أن تكتب فقط, كي تحافظ على إنسيابية الخط القصصي, كل قصة, مهما كانت قصيرة, أو طويلة, فإنها تحتوي على بداية, ووسط, ونهاية, حدثاً, وأزمة, وحل, قد يبدو هذا الكلام بسيطاً, لكن, كيف تُقنع جمهورك بشخصياتك, وأزماتهم, كل شيء يجب أن يكون مفهوماُ للجميع، موجهاً للجميع، مؤثراً للكاتب, أولاً, ثمّ للناس, الفنّ رسالةٌ موجهةٌ إلى  النفس البشرية.

بعض الملاحظات

إبدأ بالشخصية, وإستمرّ بسرد الحكاية وإنتهي بالشخصية.
ضع مجالاً للرموز, والإيحاءات في السيناريو, لكن ليفهمها الجميع.
لا تجعل الكاميرا تقود القصة, أو تعبر عن وجهة نظرها
الفيلم القصير, كالقصة القصيرة, بإيحائها, وتراكيبها، حاول أن توظف السرد فيها بلغة بصرية.
تجنب وضع الكثير من مواقع التصوير في سيناريو الفيلم القصير, إنها تُرهق الميزانية المحدودة للفيلم، لكن, لا تجعل كل الفيلم يدور في حديقة البيت.
إذا أردت أن تصبح مخرجاً ناجحاً, عليك أن تعرف أين تضع الكاميرا !!
الأمانة للحقيقة, هي بإعادة صياغة الواقع, وليس بشرحه كما هو.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire